في المقال الماضي تطرقنا إلى المشاكل والأخطاء المزمنة التي تعاني منها كرة القدم في الأندية والمنتخبات السعودية . وعلاج هذه المشاكل (عمليا) لا يمكن أن يتم إلا إذا قام الاتحاد السعودي لكرة القدم بدوره على أكمل وجه , وهذا الدور يجب أن يكون أشبه بالعصف الذهني (خطط مبتكرة) , تتحول إلى (برامج) يجب أن تلتزم فيها جميع الأندية , على سبيل المثال ما المانع من قيام الاتحاد السعودي بوضع سياسة موحدة في التدريب تتناسب مع اللاعب السعودي , هذه السياسة يجب أن ترتكز على معالجة الأخطاء والمشاكل المزمنة التي يعاني منها اللاعب السعودي , هذه (السياسة) يجب أن يتابعها اتحاد كرة القدم وبحزم دون أي تهاون , وعلى وزارة الرياضة متابعة ذلك ومحاسبة المقصر سواء كانت الأندية أو المنتخبات أو اتحاد كرة القدم (الرقابة الصارمة) . نحن بحاجة إلى (مدير للمنتخب) كانت له صولات وجولات في الملاعب , ويحمل مؤهل عالي , ويتحدث بأكثر من لغة ويتمتع بشخصية قوية جدا , وقادر على فرض احترامه على اللاعب والمدرب , ويستطيع مواجهة المدرب ومناقشة الخطط وأوجه القصور معه , بل ومحاسبة اللاعبين عند ارتكاب الأخطاء أو في حالة عدم تقديم الأداء المناسب . لا أعرف إذا كان أحد فيكم قد سبق له وأن شاهد أي مدير للمنتخب يجلس على دكة الاحتياط وهو يشاهد المبارة , وفي يده قلم وورقة يسجل فيها ملاحظاته على سير المباراة (الأخطاء , أداء اللاعبين , اللياقة , التكتيك ، الفرص المهدرة .. إلخ) ؟! , كي يناقشها لاحقا مع اللاعبين والجهاز التدريبي !! , ما ينطبق على مدير المنتخب يجب أن ينطبق على مديري الأندية أيضا , وكذلك على رؤساء الأندية حرفيا , يجب أن ينتهي الزمن الذي يعين فيه رئيس النادي بناء على النسب والحسب والجاه والمال والمكانة . في غمرة الفرح والنشوة باستضافة نهائيات كأس العالم , يجب أن لا نرتكب نفس الخطأ الذي ارتكبته قطر عندما قامت بتنظيم نهائيات كأس العام 2022 , لقد كان كل الاهتمام منصب على التنظيم (الملاعب , الاعلام . الأمن , الإسكان , المواصلات ..إلخ) , وتناسوا أن هناك فريق لهم يشارك في النهائيات , ولم يتم الاهتمام به وإعداده على الوجه المطلوب , وبالتالي خرج من البطولة صفر اليدين (الدور الأول) ؟! , وهذا ما اعترف به المسؤولين القطريين . لذا يجب أن يتفرغ اتحاد كرة القدم من أجل إعداد وبناء الفريق فقط , وأما تجهيز الملاعب وما يرتبط بها فيجب أن تتولاها الوزارات واللجان الأخرى المختصة . الاتحاد الدولي لكرة القدم اكتشف أن الفرق التي فازت في كأس العالم , غالبا ما تودع البطولة في وقت مبكر , والسبب في ذلك أنها تأهلت إلى النهائيات تلقائيا باعتبارها (حاملة اللقب) , قرر الاتحاد الدولي الغاء التأهل تلقائيا بل على المنتخب حامل اللقب خوض التصفيات التمهيدية المؤهلة . هذا أيضا ينطبق على الدول المستضيفة مثل قطر , وبالتالي يجب أن لا نقع في هذا الفخ (الاسترخاء) , بل يجب أن نخوض الكثير من المباريات الودية في إفريقيا وأسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية (مختلق المدارس) , ما المانع من الاشتراك في البطولات العالمية مثل بطولة “كوبا أمريكا” والتي سبق لليابان أن اشتركت فيها , أنظر إلى المنتخب الياباني حاليا فهو منذ سنوات “سيد” قارة آسيا بدون منازع . فمن خلال المشاركات الخارجية نستطيع أن نعالج مشكلة (مزمنة) يعاني منها المنتخب وحتى الأندية , وتتمثل في كون النتائج التي نحققها عند اللعب خارج المملكة تكون متواضعة جدا . حتى مع الفرق الضعيفة (رهبة الجماهير) , وهذه نقطة يجب أن يتداركها اتحاد كرة القدم السعودي . حتى موعد نهائيات كأس العالم عام 2034 والتي سوف تقام في المملكة العربية السعودية , هناك العديد من البطولات الخليجية والعربية والقارية والعالمية في انتظار المنتخب السعودي , والتي يمكن من خلالها اعداد منتخب قوي , يمكن أن يحقق نتائج مذهلة , ويكون بمثابة (الحصان الأسود) في البطولة مثل المنتخب المغربي في كأس العالم 2022 . طبعا المركز الأول والثاني في بطولة كأس العالم دائما (خط أحمر) , وتكون حصرا على عمالقة الكرة العالمية . إقامة بطولة كأس العالم حدث لا يتكرر إلا نادرا , وبالتالي لا بد من استغلال هذا الحدث قبل وخلال فترة إقامة المونديال , في المقال القادم سوف نتطرق إلى ذلك ـ إن شاء الله ـ .


بقلم ـ فوزي محمد الأحمدي

أضواء الوطن
- منذ أسبوعين
- 14741
شاركها
-
زاهر الشهري
أحسنت أخي الكريم اللهم آمنا في دورنا وأصلح أءمتنا وولاة أمور...
-
سمّاح الرشيدي
كلنا أمل في مقام وزارة النقل أن تعطي هذا الطريق حقه من التطو...
-
عايد الرشيدي
بارك الله في جهودكم اخوي بشير نعم وبشدة ياليت ينظرون لوضع ال...
-
Mmm
ونعممم فيهم وعرفنا الملازم ماضي بحكم العمل ونعم القايد والاخ...
أخبار المجتمع