يا أبناء الجنوب :
أنتم من قدّم الدم والعرق والصبر على مدار سنوات طويلة، لا من أجل حفنة مناصب، ولا لأجل زعيم مؤقت، بل من أجل كرامتكم، من أجل وطن يُدار بعدالة، لا بجشع، ويُبنى بمؤسسات، لا بمليشيات.
فهل هذا هو الجنوب الذي ناضلتم من أجله؟ جنوب يختلف عليه قادته في كل اجتماع، ويتنازعون المناصب في كل زاوية، بينما المواطن لا يجد خدمة ولا أمنًا ولا أفقًا؟!
اعلموا أن مشروع الدولة ليس بيانًا يُنشر، ولا راية تُرفع، بل هو مسار واضح، تقوده عقول ناضجة، وتتبناه إرادة شعب لا يُخدع كل مرة. وإذا كان من يتصدرون المشهد اليوم لا يرتقون إلى حجم التضحيات، فغيّروهم.
لا تعطوا شرعيةً لأحد لا يراكم إلا أرقامًا في الميدان، ولا تصمتوا عن من صادر أحلامكم باسم “القضية”. أنتم القضية، أنتم الدولة، وأنتم من يقرر من يحكم، لا العكس.
الوطن لا يُمنح، بل يُنتزع، ولا يُبنى بالكراهية، بل بالوعي. وإن كنتم تريدون جنوبًا حقيقيًا، عادلًا، كريمًا، فابدأوا من أنفسكم، وارفضوا أن تكونوا مجرد أدوات في مسرح عبثي طويل.
التاريخ لا يرحم، والفرصة لن تتكرر