في مشهد مهيب من مشاهد الحج، وبين دعاء الحجيج وتلبية الأرواح، يعيش ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – للحج والعمرة والزيارة، لحظات لا تُنسى على صعيد عرفات، ضمن منظومة متكاملة من الرعاية والاهتمام والخدمات النوعية التي تنفذها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.
وفي استطلاع صحفي لرصد انطباعات ضيوف البرنامج خلال وقوفهم بعرفات، عبّر عدد من الحجاج عن تأثرهم العميق بالمواقف الروحانية والتنظيم المبهر، مشيدين بالرعاية الفائقة التي تلقوها من لحظة قدومهم إلى أرض المملكة وحتى يوم الوقوف بعرفة، وأكدوا أن ما شاهدوه يفوق التوقعات ويتجاوز حدود الوصف.
دموع وتأثر في يوم عرفات
قال الدكتور باسم ملحم، عميد كلية الحقوق بالجامعة الأردنية، وقد غلبته الدموع أثناء حديثه مع أسرته عبر الهاتف المحمول:
“لقد أكرمتمونا كحجاج لبيت الله الحرام، والله لم أشاهد في حياتي مثل هذه الخدمة. كلما تواصلت مع أسرتي انهمرت دموعي لعجزي عن وصف المشاهد الجميلة والخدمات الراقية التي نشهدها هنا في عرفات. التنظيم مبهر والاهتمام بنا يفوق كل تصور”.
تواصل روحي مستمر
ومن أفغانستان، تحدث الحاج رحيم الله مؤكدًا أن مناسك الحج هذا العام مختلفة تمامًا عما سمعه سابقًا، إذ يشارك أسرته طوال اليوم مشاهد المناسك عبر هاتفه، مضيفًا:
“الخدمة والتنظيم والرقي في التعامل جعلتنا نعيش الطمأنينة الحقيقية، المملكة العربية السعودية قدمت لنا صورة مشرقة للإسلام في سلوكها وعطائها وكرمها”.
“الصدمة الإيمانية” من روسيا
أما الحاج رسلان بيك من روسيا الاتحادية، فقال بتأثر بالغ:
“عندما وصلت إلى عرفات شعرت بصدمة روحية، لم أشاهد مثل هذا الموقف من قبل. أرسلت لعائلتي صورًا ومقاطع فيديو، وهم بدورهم طلبوا مني نقل كل لحظة أعيشها هنا، فقد أدهشتهم الضيافة والتنظيم، من القهوة السعودية وحتى الخدمات الطبية. شكري العميق لخادم الحرمين الشريفين ووزارة الشؤون الإسلامية”.
شهادات من رواندا
ومن قلب القارة الإفريقية، قال الحاج سالم سمان من رواندا، إنه تواصل مع أسرته فور وصوله إلى عرفات، وأضاف:
“سألوني عن شعوري، فقلت: لا أستطيع الوصف. ما رأيته يفوق الخيال. نقلت لهم مباشرة عبر الكاميرا مشاهد التلبية والبكاء والخشوع، وكانوا منبهرين من عظمة الموقف وجمال التنظيم. أشكر القيادة السعودية على ما وجدته من اهتمام ورعاية”.
البرنامج الملكي.. رسالة سلام وعطاء
يُعد برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – رعاه الله – للحج والعمرة والزيارة، أحد أوجه العطاء الإنساني والديني الذي تقدمه المملكة لضيوفها من مختلف أنحاء العالم، ويجسد حرص القيادة الرشيدة على توطيد العلاقات الإسلامية وتعزيز الروابط الأخوية بين الشعوب المسلمة.
وينفذ البرنامج سنويًا بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، حيث يشمل الاستضافة الكاملة لآلاف الحجاج، بدءًا من إصدار التأشيرات، مرورًا بالنقل والإعاشة، وصولًا إلى السكن والتنقلات الداخلية والخدمات التوعوية والروحانية.
وفي يوم عرفات، حيث تتسامى الأرواح وتُرفع الأكف بالدعاء، تتجلى صورة المملكة في أبهى صورها؛ دولة رائدة في خدمة الحرمين الشريفين، ورسالة إنسانية وإيمانية تصل إلى قلوب ضيوف الرحمن، الذين يعودون إلى أوطانهم وهم يحملون الشكر والعرفان والدعاء الصادق لقيادة وشعب المملكة