تتواصل الاستعدادات المكثفة في مشعر منى لاستقبال ضيوف الرحمن القادمين لأداء مناسك الحج لموسم 1446هـ، حيث تتهيأ الجهات المعنية بمنظومة خدمية متكاملة تعكس جهود الدولة في توفير أرقى سبل الراحة والأمان للحجاج، وذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة وامتدادًا لما تقدمه المملكة من عناية فائقة بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
وقد سخّرت القطاعات الحكومية والأمنية والصحية والبلدية كافة إمكاناتها التقنية والبشرية واللوجستية لضمان انسيابية الحركة، وسلامة الحجاج، وتهيئة بيئة إيمانية آمنة تُعينهم على أداء نسكهم في يُسر وطمأنينة.
ويشمل ذلك تجهيز مخيمات الحجاج بمرافق حديثة، ومتابعة أعمال النظافة والتبريد، وتنظيم النقل الترددي، إلى جانب تطوير البنية التحتية وتوفير الخدمات الطبية العاجلة، بما في ذلك فرق الطوارئ والإسعاف المتنقل.
كما كثّفت الجهات الأمنية وجودها لتنظيم حركة المشاة والحافلات وضبط التدفقات البشرية بين المشاعر، مع تعزيز إجراءات السلامة والوقاية، ومراقبة الالتزام بالتعليمات والتعليمات النظامية الخاصة بموسم الحج.
من جانبها، أعدّت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد برامج توعوية ودعوية شاملة بلغات متعددة داخل مشعر منى، بهدف رفع الوعي الديني وتقديم الدعم الإرشادي للحجاج، في حين وفرت وزارة الصحة مراكز طبية مجهزة وكوادر صحية مؤهلة تعمل على مدار الساعة لتقديم الرعاية والخدمات الوقائية والعلاجية.
ويأتي هذا التنظيم المتكامل ثمرة لتخطيط دقيق وتنسيق مستمر بين كافة الجهات المعنية، تحت إشراف الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، التي تتابع تنفيذ المشاريع التطويرية ومؤشرات الأداء ضمن رؤية المملكة 2030، بما يضمن استدامة الخدمات وتحقيق أعلى درجات الجودة في خدمة ضيوف الرحمن.
تُجسد هذه الجهود المتواصلة التزام المملكة برسالتها التاريخية في خدمة الحجاج، وتُعدّ نموذجًا رائدًا في إدارة الحشود وتنظيم المواسم الدينية الكبرى على مستوى العالم