Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
/
/
كل قارئ وله طريقة !!

كل قارئ وله طريقة !!

Picture of بقلم ـ زيد بن محمد الرماني

بقلم ـ زيد بن محمد الرماني

كان الجاحظ من أكثر الناس شغفًا بمطالعة الكتب؛ فإنه لم يقع بيده كتابٌ قط إلا استوفى قراءته كائنًا ما كان، حتى أنه كان يكترى دكاكين الورَّاقين ويبيت فيها للنظر.

• يقول أبو هفان وكذا ورد عن المبرّد:
لم أر قط ولا سمعت من أحب الكتب والعلوم أكثر من ثلاثة منهم الفتح بن خاقان؛ فإنه كان يحضر لمجالسة المتوكِّل، فإذا أراد القيام لحاجةٍ أخرج كتابًا من كُمِّه أو خُفَّه وقرأه في غير مجلس المتوكِّل إلى حين عوده إليه، حتى في الخلاء! (والاثنان الآخران هما الجاحظ وإسماعيل بن إسحاق القاضي) • وكان إسماعيل بن إسحاق كما يقول عنه أبو هفان: ما دخلت عليه إلا رأيته ينظر في كتاب أو يُقلِّب كتابًا أو ينفضها.
• وكان ابن الرفعة لا يفارقه الكتاب حتى أثناء المرض، وكان مكبًّا على المطالعة حتى عرض له وجع المفاصل، بحيث كان الثوب إذا لمس جسمه آلمه، ومع ذلك معه كتابٌ ينظر إليه، وربما انكبَّ على وجهه وهو يُطالع.
• يقول ابن قيِّم الجوزية: أعرف من أصابه مرض من صداعٍ وحمَّى، وكان الكتاب عند رأسه، فإذا وجد إفاقة قرأ فيه، فإذا غُلب عليه وضعه، فدخل عليه الطبيب يومًا وهو كذلك فقال إنَّ هذا لا يحلُّ لك.
• وقال ابن الجوزي: وإني أخبر عن حالي ما أشبع من مطالعة الكتب، وإذا رأيت كتابًا لم أره فكأني وقعت على كنـز، ولو قلت إني طالعت عشرين ألف مجلَّد، كان أكثر، وأنا بعد في الطلب.
• وهكذا كان العلماء يُنفقون في تحصيل الكتاب الأموال الطائلة، حتى قال بعضهم لزوجته حين عاتبته في أكثر ما يُنفق على الكتب:
وَقَائِلَةٌٍ أَنْفَقْتَ فِي الكُتُبِ مَا حَوَتْ

يَمِينُكَ مِن مَالٍ فَقُلْتُ دَعِينِي

لَعَلِّي أَرَى فِيهَا كِتَابًا يَدُلُّنِي

لآخُذَ كِتَابِي آمِنًا بِيَمِينِي

اعلان

كل قارئ وله طريقة:
1- شيللي، وهو شاعر إنجليزي معروف، كان يُمزِّق أوراق الكتاب بعد قراءته، ويصنع من الأوراق زوارق صغيرة يُطلقها في مياه البحيرات والأنهار ويتفرَّج عليها وهي تُبحر بعيدة!
2- إدوارد فيتزجيرالد، وهو أول من ترجم رباعيات عمر الخيام، كان يقوم بتمزيق الكتاب الذي لا يعجبه ويلقيه في سلة المهملات أو في النار، ولذا لم يكن في مكتبته إلا بضع عشرات من الكتب التي أحبَّها!
3- تشارلز داروين، صاحب نظرية أصل الأنواع، كان يقسم الكتاب إلى النصفين ويحمل كلَّ نصف في جيبٍ من جيوبه، وكان يقول لا يستطيع حمل الكتاب بيده، ومن الصعب وضع الكتاب كلِّه في جيبٍ واحد!
3- برنارد شو، الكاتب الأيرلندي الساخر، كان يبدأ في قراءة الكتاب أثناء ارتداء ملابسه، فيلبس القميص ويجلس ليقرأ قليلا، ثم يلبس السروال، ثم يعود ليقرأ، ثم يلبس رباط العنق وينكبُّ على القراءة، ثم الجوارب، ثم الحذاء، ويفعل نفس الشيء عندما يخلع ثيابه!

وكل كاتب وله طريقه:
1- إميل زولا الكاتب الفرنسي، كان يكتب في غُرفة شِبه مظلمة!
2- الكاتب النرويجي ايش، لم يكن يكتب إلا إذا وضع أمامه مجموعة من الصور الصغيرة الضاحكة!
3- الكاتب الأمريكي چونسون، كان قبل أن يبدأ بالكتابة يسير في الشارع ليلمس ويعدَّ أعمدة النور!

يقول الجاحظ:
الكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك وشحن طباعك وبسط لسانك وجوَّد بنانك وفخَّم ألفاظك، وعرفت به في شهر ما لا تعرفه من أفواه الرجال في دهر، والكتاب يُطيعك بالليل كطاعة بالنهار، ويطيعك في السفر كطاعته في الحضر، ولا يعتلُّ بنوم ولا يعتريه كلال السفر.

للتواصل : zromm

شاركها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى