اتمام للمقالات الأنفه فيما مضى سته على سته ٢٣- ٢٧ – ٢٩ – رحلة في الأناضول – ربوع تركيا – في هذا المقال نواصل المشاهدات عن الشمال التركي :
بتاريخ ٢ سبتمبر٢٠١٧م في صيف ذالك العام . اقلعنا جواً من مطار صبيحة بتركيا بمنطقة بندك بالطرف الأسوي بأسطنبول . يبعد عن اسطنبول ٣٥ كيلاً من المتر . الاقلاع ظهراً في تمام الساعة الواحدة على متن الخطوط التركية المتوجهة طرابزون بعدجولة في بورصة ويلوا استغرقت عشرة ايام زرنا المواقع والاثار والشلالات السياحية ، والينابيع الكبريتية والمعدنية ، وحماماتها ، والمساجد التاريخية ، والقصور الملكية العتيقة ، والمتاحف ومصانع السجاد ، والحيازات الزراعية القديمة .
دخلت الطائرة اجواء طرابزون الجوية السحب متراكمة تحت الطائرة تحجب الروية بالانخفاض ما تحت السحب ، وعقبتها الطائرة فوقها . شاهدنا أطراف طرابزون من خلال النافذة نشاهد مرتفعات وتلال تكتسي بالخضار ، واشجار ممشوقة مخروطية الشكل .
يرصع اديم هذه الناحية سواد زرقة البحر الأسود ، فاجتمع على اديمها اخضرار يابسها وكثبانها وتلالها ، وزرقة ماء بحرها ” البحر الأسود ” وتراكم سحب فضاءها بين الدكنة وصفى لون الحليب . السماء متلبدة بالغيوم . تذر بهطول المطر ، وتغازل قطراته الجرم الخارجي لطائرة تلك الألوان ، وتشكلها عكست على الطبيعة . تعطي طرابزون السهل والجبل والبحر زمردة خلابة شكلاً ومضموناً بألوانها الفاتنة الساحرة ، وكل ما اقتربنا زاد وضوحاً معالم الشمال التركي ، وبروز بناياتها متعددة الادوار . أخذت المباني والعمائر والأبراج تبزغ شيئاً فشيئاً بالظهور ، تبرز بوضوح كل ما اقتربنا من اليابسة ، وشاهدنا البحر الأسود بلونه الكحلي الداكن يميل لسواد . صدق من السماه بالأسود مختلف عن زرقة البحار الأخرى . منفرد بهذا الشكل غير متشكلاً ، وروبما اخضرار اليابس المحيط بالبحر أنعكس على البحر بالسواد مع زرقة السماء ، واجتمعت فيه الزرقة والاخضرار ، وسحامة السحب ، والعرب تنعت من اجتمع فيه هذه الثلاثة الالوان بالسحامة لقربها ومجاورة السواد كسواد الرافدين والاحساء لكثرة وكثافة نخيلها ، ووادي مدركة ورهاط تشابك نخيلها وسواد حرتها . دوحة سوداء ، وسواد وادي حلى بسواد حقول حيازاته الزراعية وانكسارات زرقة البحر ، ونعكاسات فضاءه جعل وادي حلى وهذه المواقع ينعت ، بالأسود ، ولهذا نعت بحر طرابزون بهذا المسمى ” البحر الأسود” طرابزون من الجو جميلة أجمل مما على الأرض . جميلة المنظر . خلابة النظر ، وعلى الطبيعة أكثر جمالاً .
أعلن ملاح الطائرة ربط الأحزمة تحسباً للهبوط ، ومما لفت النظر جل ركاب الطائرة سعوديين . تسمع أصواتهم ، وأصوات أطفالهم وعوائلهم . يخالطهم نزراً قليلاً من خليجين ” دول سته على سته “. شبختان من غيرهم . حلقت الطائرة منخفسة شيئاً فشيئاً من اجواء الفضاء نحو الهبوط . تتلمس أرضية المدرج ، وما ان لامست إطارات عجلاتها أرضية المهبط . نحس بقرقعتها ، واهتزازها اثناء الهبوط . لا نعرف السبب من الطائرة أو المدرج أو قيادة ملاحها ، واثناء تدرجها بالمدرج شعور يخيف . مطار طرابزون على الساحل مباشرة وقصيف بين ساحل اليابس والبحر ، وغير متطور ، ولا مواكب عصرنة المطارات النموذجية المتطورة العصرية . يذكرني بمطار جده في السبعينات الميلادي . استقرت الطائرة بالمهبط واخذت تدبي دبيباً أتجاه صالة القدوم ، شتان بين الخطوط السعودية ومطاراتها ، وخطوط الأناضول التركية ومطاراتها وطيارانهما الفرق شاسع في صالح ميزان السعودية خطوطاً ومقرات المطارات ، وطيارين مهرة ، وملاحين منتازين ، وطيارات متطورة ، والكفه ترجح لسعودية من جميع الجوانب، هبطنا في تمام الساعة الخامسة ، ونزلنا نسير على الأقدام نحو صالة القدوم ، واستغرقت الرحلة في الجو ساعتان وزد قليلاً ، ولقينا سائق المركبة/ كوكستال رافعاً لافته باسمائنا . تبادلنا التحايا . اتفقنا معه من السعودية ، ودلنا عليه احد المعارف السعودين ناصحاً أمين ، ونصح به ، ونصيحته في محلها ، وجدناه ينتظرنا في صالة القدوم واتجهنا سوياً لصالة الأمتعة أنتظرنا نصف ساعة ، وتحرك سير الأمتعة فتعرفنا على حقائبنا وأمتعتنا ، ونزعناها من فوق السير ثم اتجهنا لبوابة الخروج وتم حمل الحقائب في المركبة وبسم الله وتوفيقه ركبنا سوياً المركبة سعة تسعة أشخاص مكروباص ، واثناء سير المركبة نشاهد المركبات والاشخاص كأننا في السعودية حتى البقالات نفس تنظيم السعودية ، وتشاهد السعوديين في كل مكان من هذه المدينة كأنها قطعة من عنيزة أو بريده . تشاهد جماعات سعودية يميناً ويساراً ، وفي البقالات والبوفيات والمطاعم والمنتزهات عليهم من الخليج العربي علامة وملامح ، واثناء السير توقفنا عند محل تموين لأخذ بعض ما تحتاجه الأسرة ، ومن الصدف والغرابة سعوديين منهم اثنان من القصيم ، وواحد من تبوك ، وأخر من عسير ، واخر من الدوادمي ، ومحدثكم من مكةالمكرمة ، وانطلقنا لمقر السكن يقع على حافة سفح جبل مقابل البحر مباشرة تعود ملكيته رجلاً سعودي من النماص ، والعاملين به من الجاليات السورية إشرافًا وإدارةً أحدهم كان معلماً بالنماص . أنهي تعاقده بالقطاع العام ، وتعاقد بالقطاع الخاص مع السعودي النماصي . دخلنا الشقة مكونة من أربع غرف وصالة ومطبخ وثلاث دورات مياه إحداها داخل غرفة النوم الرئيسية بما يعرف سويت . مطل على البحر . تشاهد البحر الأسود عن قرب ، والطريق العام من الدور الثاني ، ويقابل الشقة من الغرب شقة فيها عائلة قحطانية من احد رفيدة معلمة وأبنيها أحدهما بالمرحلة المتوسطة ، والآخر بالابتدائية منفصلة عن زوجها معتاده تقضي إجازات المدارس بطرابزون ، وفي الدور الأول بهو فسيح مكشوف الجوانب الغربية والشمالية يطل على البحر الأسود مزود بمقاعد وطاولات وملحق به مطعم ، وبوفية وقهوة يحسنون حساء القهوة العربية ، وشاشتين تلفاز كبيرة . يتجمع رجال وأطفال نزلاء الشقق فيه لتبادل الحديث ، والإرشاد عن المواقع السياحية والترفيه وغيرها بخلاف إدارة الشقق تزود نزلاءها بالدليل الإرشادي عن مواقع السياحة والآثار والمتاحف ، واسعار الماكولات والمشروبات الساخنة والباردة ، وأرقام التواصل معها.
في العدد القادم نكمل المشاهدات عن طرابزون الشمال التركي مدينة الحرير وجوهرة الأعراق البشرية وغادة الطبيعة الخلابة .
دام عزك ياوطن ودام عز القيادة الرشيدة وسلمانها سلمان الحزم ، وولي عهده محمد العزم . مجففي الأرهاب والإرجاف والفساد حفظهما الله ودام عزهما
بقلم/ خالد حسن الرويس
تعليق واحد
رحلة سعيدة أبا حسن وتصوير ممتع للرحلة الجميلة ومحطاتها