اليوم الوطني . مفخرة من مفاخر سمو الإنجاز السعودي ، وسمو البناء والتنمية . مفاخر في طريق النجاح واستشراف المستقبل ، ومزاحمة ركب الحضارة نحو العالم الأول .. اليوم الوطني لبلاد التوحيد والعقيدة . السعودية العربية سعودية الخير .. عربية البيان والفصاحة والبلاغة . لعامها ٩٢ يوافق يوم الجمعة ١٤٤٤/٢/٢٧ هجرياً الموافق ٢٣ سبتمبر ٢٠٢٢ م . هذا اليوم يوم السعد ، وذكرى السعد فرداً وجماعةً ، مواطناً وشعباً ، راعياً ورعية بالتوحد والاتحاد في كيان واحد ، وشعار واحد ، ونظام واحد ، واستقرار سياسي واحد . يرحم الله رموز الوطن من فنى منهم ، وأطال الله في عمر الحي منهم ، واللاحق .
يا سادة ذكرى الوطن وذكراه ، وما أدراك ما ذكراه . مفصل في حياة أمة . الانتقال من السلب والغزو ، وقانون الغاب ، وعشوائية التصرف إلى العدل ، والشرع وحفظ الحقوق .
يستهل يوم الجمعة المقبلة على الوطن . يوم من أيام الوطن .. يوم الحبور .. ذكرى هذا اليوم عزيزة على كل مواطن .. أدركه الماضون في توحيد هذه البلاد . يوم ملحمة من ملاحم التاريخ يرحمهم الله .. ليس يوم عادي .. بل يوم متميز ، ومنفرد عن بقية الأيام .. يوم اللحمة الوطنية من بحر الخليج العربي إلى بحر القلزم (البحر الأحمر) من روابي وادي حلى غرباً إلى روابي سلوى شرقاً ، من حرات مدركة بين الحرمين الشريفين إلى سلوان الرطبة شمالاً ، ومن أطراف الشام إلى أطراف اليمن . من قلب نحد انطلقت مسيرة مباركة مظفرة ..كوكبة جمعها حب الوطن وتضحياته ، وحب الوفاء لرموزه ، والمؤسس الأول عبدالعزيز ابن عبدالرحمن طيب الله ثراه .. يقودها المؤسس الأول نجل الإمام عبدالرحمن الفيصل ، وحفيد الإمام فيصل بن تركي ال سعود يرحمهم الله .. من أجل استبدال القبيلة ، والكيانات العشائرية ، والإمارات المجزئة بالدولة والمؤسسات المدنية .. من أجل معراج التنمية بشطريها بناء الإنسان وتنمية المكان .. واحترام النظام بسلوك حضاري .. والسير نحو الرقي ورغد العيش .. تحت قيادة واحدة ، وراية واحدة ، واسماً واحداً ، وكياناً واحداً .. من قلب نجد شاع نور الحق ، والتوحيد والعقيدة . تحقيقاً لا تعليقاً ، والسياسة المتوازنة ، والسلطة الزمنية الرشيدة ، سلطة القرآن الكريم ، والاحاديث النبوية المطهرة نصاً وقصاً .. من قلب الحرمين الشريفين نزل الوحي بالقرآن الكريم في أكناف مكة المكرمة ، والمدينة المنورة وما بينهما بآياته المكية والمدنية شاع نبض الدين ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر .. أمر بانشاء مؤسساتها المؤسس الأول يرحمه الله من مقر إقامته بالمويه في طريقه إلى الرياض بعد عودته من الحج .. من قلب الخليج العربي ونفود احساءه عصب وشريان النفط وقوته الاقتصادية ، وبزوغ الأموال ، وتسخيرها في المعرفة والعلم ، والتنمية الاقتصادية ، وحسن التدبير والدراية .. من وادي حلى وقرعاويته العلمية ، ودلتاه الخصيب ، وحيازاته الزراعية ( اقتصاديات الزراعة ) وثروته السمكية ( اقتصاديات البحر ) وملتقى الطرق العامة وحركة المركبات ( اقتصاديات الطرق ) ومن مدركة شريان الأودية وحراتها ، وثروته الحيوانية ( اقتصاديات الماشية )وسلة نخيلها الباسقات ، وحنطته الهميس ، وقصبة الشيم ، والعادات النبيلة . الحمد لله ثم الحمد لله والشكر لله والفضل والثناء لله .. اليوم الوطني عامه ٩٢ اثنان وتسعون عاماً انصرمت من عمر هذا الكيان الشامخ في عملية بناء الانسان وتنمية المكان ، ومواصلة بناء الكيان والدولة ، وترسيخ عقيدة التوحيد ، وإعمار الحرمين الشريفين وبيوت الله مساجداً وجوامعاً بالقرى والمراكز والمحافظات والمدن ، وذكراه نقلة نوعية في الحياة الاجتماعية من الفاقة والفقر ، والمرض والجهل ، وشح الموارد والإمكانيات ، والتناحر والتنازع بين القبائل ، والغزو والسطو على البعض إلى اللحمة والتكاتف والتعاون ، وشمس الدولة ، ومؤسساتها المدنية وحفظ الحقوق .. ما نعيشه اليوم من رغد العيش ، وسبل أكتساب المعيشة بفضل الله ثم هذا اليوم ، وتوحد البلاد مكاناً وانساناً على يد المؤسس الأول تغمده المولى بواسع الرحمة . فلتت زمانه وعصره حفيد الائمة ، ونجل السلاطين ، وسلايل الملوك الصوارم ، واليوم في ظل نسلهم يسعون ما وسعهم المسعى من أجل راحة مواطنيهم في ظل الضرغام الحازم سلمان الحزم ، وولي عهده محمد العزم ، والأسرة المالكة الكريمة النجيبة . تتحقق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية .. من أطراف الشام يلوح المعدن الثمين ..ومن أطراف اليمن مخزون الإرث الاجتماعي ، وعروق ترثة الوطن ، ومكامن النفط وغازه .. من قلب تهامة وروابي حلى وسلسلة حرات مدركة موروث السلف بكافة أشكاله واقتصاديات الزراعة والماشية ( اقتصاديات البادية ) . الحمدلله الذي استبدل الخوف بالأمن .. والفقر بالغنى .. والفاقة بالترف .. والمرض بالصحة .. والجهل بالعلم .. والضماء بالارتواء ..والمحنة بالمنحة .. والنقمة بالنعمة .. وقلة العمل والعوز بالفرص المتاحة وتكافؤها .. اننا في ظل القيادة موعودون بخير وفير ، وميزانية وفيرة خدمة كل النواحي . موعودون بيوم أفضل من أمسه ..وغداً أحسن من حاضره ومما قبله .. في ظل الإنفاق السخي المستمر والعطاء المتدفق فالعدل ميزان الدولة .. والشريعة والأنصاف طريقةً ومنهاجاً .. فالحدود مقامة .. والكليات الضرورية الخمس ( الدين والعقل والمال والنفس والعرض ) مصانة .. والحاجيات مكملة .. والتحسينات مجابة .. فاليوم الوطني فجراً جديد في مفهومه وثماره .. اليوم الوطني محاربة الفساد وأهله بكافة صوره وأشكاله ..اليوم الوطني مزاحمة الأمم في صنع الحضارة والرفاهية والازدهار للمواطن والوطن مجتمعين ومنفردين .. اليوم الوطني حافل غير خامل يوم اللحمة والتوحد .. اليوم الوطني يوم جديد في جذوره ، وسمكه ونتائجه . تشتجر فيه المحبة والمنافع ، وتشتبك في طرفيه القوة والمتانة .. توحد بعد فرقة .. ووئام بعد تناحر .. واتفاق بعد اختلاف .. واجتماع بعد تفرق .. تلاحم بعد تشتت .. عدل بعد ظلم .. إنصاف بعد جور .. نور بعد ظلام دامس .. حق بعد باطل .. ترف بعد عوز .. رفاهة بعد فاقة .. كثرة بعد قلة .. سعة بعد ضيق .. يسر بعد عسر .. سهل بعد صعب .. اللهم لك الحمد .. اللهم لك الشكر .. اللهم لك الثناء .. اللهم لك الفضل والتمام .. على هذا الفجر الجديد وعلى شمسه وشعاع نوره ان رزقتنا قيادة الحكمة والعقل والمنطق والإنصاف ..
دمت ياوطن .. ودام عزك ياوطن ورمزك وقيادتك السياسية والروحية .