فلنتفق افتراضيا أولا أن مساحة كوكب الأرض يابسها ومائها ( ٠٠٠ ١٠٠ ٥١٠ كيلا مربعا) تقريبا قد أصبحت اليوم حارة صغيرة لاتتجاوز مساحتها كيلومترا مربعا و يعرف سكانها بعضهم بعضا. وسبب ذلك من وجهة نظري الخاصة تطور وسائل الإعلام و الاتصال الحديثة عبر وسائطه المتعددة .!
ولذلك استغل الكثير من كتاب وحكواتية المناسبات ذلك وتناسخت أشكالهم وأصواتهم بصفة عامة متعلقين بأسمال التاريخ ومقحمين الدين عنوة وهم به جاهلون على وجه الخصوص .فما أن تأتي مناسبة كشهرالله المحرم وبداية عام هجري جديد إلا وترى وتسمع كما مهولا من المقالات المكتوبة وفتاوى الضغينة المسموعة من كل حدب وصوب عبر قنوات ووسائل اتصال أكترونية مبثوثة بعض أصحابها والمتحدثين فيها طارئين على المشهد وبعضهم اعتادوا استغلال تلك المناسبات في ترديد ماقالوه من عشرات السنين .غير أن اللافت في بعض هذه المشاهد تبني بعض هذه الأصوات الأحادية بفكر ملتاث صادم للفطرة السليمة يعرف لأول وهلة من عنوانه نبش هذه الاصوات لمقابر التاريخ الإسلامي تحديدا واستخراج قضايا تاريخية من مرقدها وانتهت وطويت صفحاتها في حينها منذ قرون سلفت فتلك أمة أفضت إلى ماقدمت. وأشبعتها كتب التاريخ بحثا وتقصيا ونجم عن ذلك بين سطورها مآس عانت مجتمعاتها عصرها فتنا واتقسامات وبسببها ولازالت تؤجج إعلاميا من مثيري الفتن الذين ترتفع أصواتهم بالتنابز بالألقاب كالنزاع الذي حدث بين الصحابيين علي بن أبي طالب ومعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما (٣٦ و٣٧ للهجرة)وتنازل الحسن بن علي رضي الله عنه سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخلافة (٤١ للهجرة) وموته مسموما كما يدعون في المدينة (٥٠ للهجرة) ومقتل شقيقه الحسين بن علي رضي الله عنه سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم الأصغر في الكوفة بالعراق(١٠ محرم ٦١ للهجرة) وغير ذلك أحداث وقعت في مايقارب قبل ١٤٠٠ عام . ولكن يعاد نبشها وبعث وتوظيف هذه القضايا والنفخ في رمادها لإذكاء نارها من جديد بحجة استبطان محتواها وإعادة وهجها وقراءات جديدة مدعاة بدعوى انتصارا لمظلوم وتشنيعا بظالم كما يحاولون تمريره. تحقيقا لأهداف أيدلوجية وحزبية ضيقة و غير مقبولة وممجوجة في عصرنا الحاضر هذا ويرفضها المجتمع الواعي فلا عائد منها سوى إذكاء الضغائن وتنشئة جيل من مؤيدين جددا كما يزعمون منساقين وراء عواطف التجييش ومشحونة بانتماء منتهي الصلاحية الزمنية والمكانية وتلفه الأحقاد السوداء ..!
وقد شجع على ذلك غياب الرقيب الداخلي (الوازع العقلاني والمنطقي).والرقيب الخارجي المدرك الفاهم لأبعاد مايكتب ويقال.!
وهو مايرفضه التمدن الحضاري والانصهار المجتمعي والمواطنة الولائية لزمانها الحديث . هذه المجتمعات التي نبذت الطائفية والعنصرية والمذهبية وراء ظهورها من مئات السنين . وبدأت شعوبها المتعلمة والواعية تنظر لمستقبلها الاقتصادي والعلمي والتقني وتطوير بلدناها سعيا لمواكبة الحداثة العالمية وترسيخ المواطنة الحقة المنصهرة في بوتقة الجودة والمنافسة.واللحاق بركب الأمم المتحضرة. فهل إلى حلول جذرية في زمن الرقمنة والسبرنة لضبط الفضاء الافتراضي .؟!



أضواء الوطن
- منذ 5 أيام
- 24899
شاركها
-
حافلات النقل الصغيرة و تداعيات السرعة الخطيرةمنذ 6 ساعات
-
سمّاح الرشيدي
كلنا أمل في مقام وزارة النقل أن تعطي هذا الطريق حقه من التطو...
-
عايد الرشيدي
بارك الله في جهودكم اخوي بشير نعم وبشدة ياليت ينظرون لوضع ال...
-
Mmm
ونعممم فيهم وعرفنا الملازم ماضي بحكم العمل ونعم القايد والاخ...
أخبار المجتمع