Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
/
/
النووي بين السلم والحرب: لماذا تمتلكه دول وتُعاقب أخرى؟ ولماذا لا تسعى دول الخليج إلى السلاح النووي؟

النووي بين السلم والحرب: لماذا تمتلكه دول وتُعاقب أخرى؟ ولماذا لا تسعى دول الخليج إلى السلاح النووي؟

Picture of بقلم ـ عبدالحميد بن سعيد المالكي

بقلم ـ عبدالحميد بن سعيد المالكي

في كل مرة يعود الحديث إلى الملف النووي الإيراني أو التجارب الصاروخية الكورية الشمالية، يقفز إلى أذهان المتابعين سؤال جوهري: لماذا يُسمح لدول مثل إسرائيل، الهند، وباكستان بامتلاك سلاح نووي، بينما تُفرض عقوبات قاسية على دول أخرى؟ ولماذا تفضّل دول الخليج العربية — رغم قدراتها المالية والتقنية — عدم الدخول في نادي القوى النووية؟

الجواب ليس بسيطًا، إذ يجمع بين اعتبارات سياسية، تاريخية، قانونية، وأمنية.

🔹 تاريخ الانقسام النووي

بعد الحرب العالمية الثانية، امتلكت القوى العظمى — الولايات المتحدة، الاتحاد السوفيتي (روسيا حاليًا)، الصين، بريطانيا، وفرنسا — السلاح النووي، في وقت لم تكن هناك معاهدات تحظر ذلك. لكن مع تفاقم سباق التسلّح، أُبرمت “معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية” (NPT) عام 1968، التي شرّعت الوضع القائم وألزمت باقي الدول بعدم تطوير هذا السلاح.

رغم ذلك، طورت إسرائيل، الهند، وباكستان برامجها النووية خارج إطار المعاهدة، وغضّت القوى الكبرى الطرف عنها لأسباب استراتيجية:
• إسرائيل حليف استراتيجي للغرب.
• الهند عنصر توازن في آسيا مقابل الصين.
• باكستان قوة إقليمية لها دور حساس.

اعلان

في المقابل، دول مثل إيران — التي وقّعت على NPT — حين تمضي في تخصيب اليورانيوم، تُتّهم بخرق التزاماتها وتُواجه بعقوبات دولية. أما كوريا الشمالية، فانسحبت من المعاهدة، لكنها باتت دولة معزولة ومحاصَرة سياسيًا واقتصاديًا.

🔹 دول الخليج… لماذا لا تسعى للسلاح النووي؟

رغم امتلاكها قدرات مالية وتقنية عالية، فضّلت دول الخليج العربية مسارًا مختلفًا:
• جميعها موقّعة على NPT، وتلتزم بعدم السعي للسلاح النووي.
• تستفيد من المظلّة الأمنية الغربية، خاصة التحالف مع الولايات المتحدة.
• تخشى أن يؤدي امتلاك سلاح نووي إلى سباق تسلح إقليمي، يُهدد استقرار المنطقة والاقتصاد.
• ترى أن تطوير الطاقة النووية السلمية (مثل برنامج مفاعل براكة الإماراتي) أكثر فائدة: تنويع مصادر الطاقة، وتحلية المياه، والتحرر التدريجي من الاعتماد على النفط.

كما أن السعودية، بحكم مكانتها الدينية، لا ترى في سلاح الدمار الشامل خيارًا أخلاقيًا أو استراتيجيًا إلا إذا فُرض عليها سباق تسلّح إقليمي خطير.

🔹 النووي السلمي… بديل للطاقة؟

في جانب آخر، تسعى كثير من الدول لامتلاك النووي السلمي — لا كسلاح، بل كوسيلة للطاقة:
• الطاقة النووية أرخص على المدى الطويل.
• لا تعتمد على أسعار النفط المتقلبة.
• طاقة نظيفة تُساهم في مواجهة تغير المناخ.

لكن المشكلة أن التكنولوجيا نفسها (تخصيب اليورانيوم) يمكن أن تُستخدم سلمياً أو عسكرياً، وهو ما يجعل المجتمع الدولي يتعامل بحذر شديد مع أي برنامج نووي، خصوصًا في المناطق المتوترة.

🔹 خلاصة المشهد

المشهد النووي في العالم اليوم ليس فقط مسألة “قانونية”، بل لعبة سياسية كبرى، يتحكم فيها ميزان القوى، التحالفات، والخوف من زعزعة الاستقرار. لهذا، نرى ازدواجية في المعايير:
• يُغضّ الطرف عن بعض الدول
• وتُشدّد العقوبات على أخرى

أما دول الخليج، فهي تدير الملف بحكمة وواقعية، مستفيدة من التحالفات الدولية ومركّزة على التنمية الاقتصادية، دون الانجرار إلى سباق تسلح لا يخدم أمن المنطقة ولا استقرارها إلا إذا فرض عليها سباق تسليح لا بد منه فإنها تمتلك كل المقومات والإمكانات اللازمة

شاركها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • صورة زاهر الشهري
    زاهر الشهري

    أحسنت أخي الكريم اللهم آمنا في دورنا وأصلح أءمتنا وولاة أمور...

  • صورة سمّاح الرشيدي
    سمّاح الرشيدي

    كلنا أمل في مقام وزارة النقل أن تعطي هذا الطريق حقه من التطو...

  • صورة عايد الرشيدي
    عايد الرشيدي

    بارك الله في جهودكم اخوي بشير نعم وبشدة ياليت ينظرون لوضع ال...

  • صورة Mmm
    Mmm

    ونعممم فيهم وعرفنا الملازم ماضي بحكم العمل ونعم القايد والاخ...

  • صورة

    نعم كلام الاعلامي عايض الشعلاني صحيح ونعاني دايم من انقطاع ا...

زر الذهاب إلى الأعلى