التطرف هو النظر بطريقة ضيقة ومن زاوية واحدة ، وتختلف هذه النظرة باختلاف الأشخاص المتطرفين وأهدافهم، ويجمع هؤلاء المتطرفين رابط مشترك واضح وهو الأنانية،يستخدم المتطرفين أساليب خطيرة للسيطرة على الأفكار بالتالي التصرفات، واستغلال العاطفة الدينية من أبرز هذه الأساليب كون الدين من أهم الأشياء عند كل شخص وهذا شيء غير جديد دائماً يُستهدف الأشخاص من نقاط ضعفهم أو الأشياء المهمة بحياتهم وينجو فقط من لديه القدرة على التمييز بين الاستغلال والغايات السليمة،والتمييز بين الاستغلال والغايات السليمة ليس بالأمر الصعب أو المستحيل يمكن للجميع ملاحظة هذا الشي، الشخص المتطرف ينادي باسم الدين حتى يضمن تلبية نداءاته لكنه متناقض فقد يدعو لشيء معين ويفعل نقيضة بالوقت ذاته أو يدعوا لشيء لا يطبقه أو يتعمد تغيير مفاهيم الدين بما يتوافق مع غاياته،مثلاً هناك من يبرر تعنيف النساء بحجة قوله تعالى:{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} لكن في قوله سبحانه وتعالى مقصد عظيم وهو أن يقوم الرجل بمسؤولياته وبمهامه، لكن الأشخاص المتطرفين لا يأخذون من الدين إلا ما يتوافق مع غاياتهم، وفي قوله تعالى دليل على أنه بإمكان الجميع التمييز بين الاستغلال والغايات السليمة: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بما فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ} ،هناك من يحرضّ على الإرهاب بجميع أنواعه بمجرد اختلاف الدين رغم أن الدين نفسه نهى عن الفوضى والتصرفات الفردية التي لا تليق بالإنسان الذي كرمه الله بالعقل من بين جميع المخلوقات قال الله تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ}،ختاماً للتطرف أشكال عدة جميعها تتصف بالأنانية والعدائية والرفض والتناقض، وجميعها لا تتوافق مع الدين أو ماهية الأرض التي تحتوي على مليارات الكائنات والألوان والأحجام والأشكال التي تخبرنا أنه لا يمكن أن تكون الحياة لشخص واحد أو فكر واحد أو حتى دين واحد.