الحمد لله الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو على كل شيء قدير…
حينما يتبجّح الإنسان بجهله المغرض، ويهذي بما لا يعلم، وجب الإيضاح والرد. فالمملكة العربية السعودية لها ميزة اختصّها الله بها، قيادةً وأرضاً وشعباً. فهي بلد ليست كأي بلد، وأرض ليست كأي أرض، ولديها شعب لا يُقارن بأي شعب؛ فهي بلد الله الحرام، ومهبط الوحي، ومأرز الإسلام وحصنه، وقبلة العالم الإسلامي كله.
ومن يزعم أن إيران تستطيع احتلال الكعبة، فهو جاهل بجهله، مريض في عقله، حاقد في قلبه، سقيم في فكره. فهناك عشرات الملايين من السعوديين المتأهبين دائماً للدفاع عن أرضهم ومقدساتهم. ولنا في التاريخ القريب شاهد، حينما اجتاح العراق الكويت، وهدّد النظام العراقي المملكة، دعت الحكومة السعودية المواطنين إلى التطوع — ولم يكن ذلك إلزامياً — فتوافد الآلاف للتطوع فداءً لأعمارهم في سبيل هذه الأرض التي تحتضن أطهر بقاع العالم.
فالشعب السعودي له خطوط حمراء لا يقبل المساس بها، وعلى رأسها القيادة والشعب والحرمين الشريفين ودين الله، الذي وهبنا الله هذه البقاع لحكمة يعلمها سبحانه، وهو أعلم حيث يجعل رسالته.
وكل من حاد أو عادى أو تأمّر ضد المملكة، ذهب إلى مزابل التاريخ وهلك. فالقذافي خطّط ضدنا فسقط شرّ سقطة، وعلي عبد الله صالح تآمر فذهب أدراج الرياح، وصدام حسين وغيرهم من المعاصرين؛ لم تنفعهم الأحلام الواهية، ولا الأوهام الخائبة. فقد أوعزوا للحوثي بإرسال صواريخه إلى مكة والمدينة، لكنّ رجالنا أسقطوها قبل أن تصل، فالمملكة ليست دولة ضعيفة، وليست “جزيرة موز” كما يظن البعض، ليُهددها أحد أو يطمع في أرضها.
ولم يعلم ذلك الجاهل أن أبرهة، حين أراد هدم الكعبة، سلّط الله عليه وعلى جنده طيراً أبابيل أهلكتهم، فكيف بمن هو دونه؟! ولكن الجهل أعيا من يداويه، خاصة إذا اختلط بالحقد، وتصدّر “الفن” من ليس أهلاً له.
الشعب السعودي لا يُجَرَّب على أرضه، ولا تُختبر قيادته. ومن يفكر في ذلك فلن يجد إلا النار الموقدة. فنحن أحفاد الصحابة، وأهل الحرب، وذوو بأس شديد، نحترفها كما نحترف السلام. نحن العروبة، نحن الإسلام، نحن حماة الدين وحصنه.
المملكة لديها قوة عسكرية تضاهي دول المنطقة، وتسليح الجيش السعودي المتقدّم جعل منه أحد أقوى الجيوش إقليمياً وعالمياً. وكل من يعرف العسكرية، يعلم مكانة المملكة. وعلى مرّ العصور، لم يكن كنزها الذهب أو النفط، بل رجالها السعوديون، الأشداء، الأوفياء، الذين لا يهابون أحداً.
مواقفنا واضحة، ليست فقط من أجل أنفسنا، بل مع كل من استنجد بنا. فقد أعدنا الأوطان إلى أهلها، وأمنّا الشعوب بعد خوفها، ونشرنا الأمن والسلام، ودحرنا الأعداء، وقهرنا الحاقدين.
فسيري يا بلادي خفّاقة، في ظلّ قيادتك الحكيمة وشعبك القوي،
وكما قيل: “دع القافلة تسير… والكلاب تنبح”.
