الحمد لله الذي وهب وأنعم، ومنح وأعزَّ ورفع.
في الشدائد تُعرف مواقف الدول والحكومات، وتُقاس الأفعال قبل الأقوال، وحقٌّ أقول: لقد سمعتُ كثيرًا من الناس يرددون عبارة: “الله يخلي لنا السعودية”، و”الله يعز السعودية”، ولم تكن هذه العبارات من أبناء الشعب السعودي وحدهم، بل من شعوب الخليج عامة، والعرب خاصة. وليس ذلك بمستغرب؛ فالعقلاء من الدول وشعوبها يعلمون أن أمنهم من أمن المملكة، وعزّهم من عزّها.
للمملكة ثقلها المرموق بين الدول، بما تملكه من إمكانات وقوة عسكرية واقتصادية، وبما وهب الله قادتها من الحكمة، والرأي السديد، والسياسة الراشدة، والحنكة والكياسة، والفطنة العقلية والوجدانية.
حينما تعرّضت دولة قطر الشقيقة لاعتداء من النظام الإيراني، كانت المملكة من أوائل الدول التي أعلنت أنها تضع كل إمكاناتها إلى جانب قطر الغالية ، في كل ما تتخذه من إجراءات. ومن يُدرك الأمور ببصيرة، يعلم ماذا تعني هذه التصريحات؛ فالسعودية ليست دولة شعارات، ولا تقول ما لا تفعل، بل إذا قالت فعلت، وإذا فعلت أعادت الأمور إلى نصابها، بالحوار إن أمكن، وبالقوة إذا لزم، وهي تملك من أدواتها ما يكفي، ولله الحمد.
وقد تواصل معي أحد المعتبرين في دولة قطر الشقيقه ، وسألته عن أوضاعهم، فأخبرني – بحمد الله – أن أحدًا لم يُصب بسوء. فذكّرته ببيان المملكة، فرد عليّ بهذه العبارة:
“الله يخلي لنا السعودية”
والله إنها كلمة شرف وفخر لكل سعودي، يحق له أن يرفع رأسه عاليًا بين الشعوب، ويقول بصدق:
“ارفع راسك، أنت سعودي”.
ومن الشواهد على مكانة المملكة وثقلها في الأزمات، أنه بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وإيران، بادر الرئيس الإيراني بالاتصال بسمو سيدي ولي العهد – حفظه الله – ليشكره على مواقف المملكة تجاه إيران.
