الأندية والمنتخبات السعودية ما زالت مكانك راوح

بقلم ـ فوزي محمد الأحمدي أرسل بريدا إلكترونيا منذ أسبوعين

0 9٬759 أقل من دقيقة

رغم الدعم المادي السخي الذي تقدمة الدولة للأندية , واستقدام كبار النجوم في العالم للعب في الأندية السعودية , إلا أنها مع ذلك ما زالت مكانك راوح , الأربعة الكبار يهيمنون على البطولات المحلية تقريبا , والإنجازات ما زالت في حدود المحيط العربي والقاري (أسيا) . هذا بدوره انعكس على المنتخب الذي يصارع الآن من أجل التأهل إلى نهائيات كأس العالم (الملحق) . أقصى إنجاز عالمي للمنتخب السعودي هو التأهل لدور الـ (16) في نهائيات كأس العالم في أمريكا عام 1994م . يا ترى ما السبب وراء تعثر كرة القدم في السعودية سواء كان ذلك على مستوى الأندية أو المنتخبات ؟! . في البداية نحن حديثو عهد في كرة القدم , الدوري السعودي الممتاز لم يبدأ إلا في عام 1976م , والاحتراف بدأ في عام 1992م , بينما يعود تاريخ كرة القدم الحديثة في أوروبا إلى أكثر من قرن ونصف من الزمان تقريبا . عندما تشاهد مبارة لأي منتخب أو نادي مع أي فريق أوروبي , الحقيقة تشفق على حال اللاعبين السعوديين بشكل خاص واللاعبين العرب بشكل عام , حيث البنية الجسمانية (قصار القامة) , واللياقة البدنية في حالة يرثى لها , أي التحام مع أي لاعب أوروبي تجد اللاعب العربي يسقط فورا ويتدحرج على بعد أمتار !! . خاصة إذا كانت المباراة مع فريق إنجليزي أو ألماني ( أوروبا) حيث تكون المعاناة أكبر . في الغرب يتم الاهتمام في الإنسان وهو في مرحلة (الجنين) , ثم بعد ذلك يأتي دور التغذية , وهذا بدوره يؤدي إلى وجود أجيال تتمتع بالصحة والقوة البدنية وطول القامة . لا بد من إعادة التغذية إلى المدارس وبالذات وجبة الإفطار فهي تعد أهم وجبة , أيضا سقف التوقعات المتواضع (الطموحات) لدى اللاعب والإداري وحتى الجماهير , حيث أنه لا يتجاوز حدود التأهل إلى كأس العالم ففط ويعد في نظرهم إنجاز كبير ؟! . وعلى مستوي الأندية يعتبر البعض تعادل الهلال مع ريال مدريد (إنحاز) ؟! . على الرغم من (الاحتراف) والدعم الحكومي السخي , إلا أن الكثير من الأندية ما زالت تفتقر إلى العمل المؤسساتي , حيث ما زالت تعاني من أزمة في السيولة , وأحيانا تصل إلى مرحلة العجز عن دفع مستحقات المدربين واللاعبين , والسبب في ذلك يعود إلى أن الكثير من الأندية ما زالت تدار بعقلية ما قبل مرحلة الاحتراف (الهواة) . في الأندية الأوروبية نجد هناك طفرة مادية كبيرة , لقد تحولت فيها الكرة إلى عالم البزنس (اقتصاد) , حيث تجني الأندية مئات الملايين من الدولارات من (ايرادات المباريات , حقوق البث , الرعاية والإعلانات , الأنشطة التجارية , انتقالات اللاعبين , الأكاديميات , التواصل الاجتماعي .. إلخ) . هذا النجاح التجاري لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود قاعدة جماهيرية كبيرة من المشجعين (الهوس) الرياضي , في مجتمعات الرفاهية , التي تجد فيها الجميع رجالا ونساء وكبارا وصغارا (ثقافة) . بل نجد أن البعض من المشجعين يوصي بثروته كلها بعد وفاته إلى هذا النادي أو ذاك !! . بينما في العالم العربي نجد أن كرة القدم لها شعبية كبيرة , ولكن رجل الشارع له اهتمامات أخرى أسمى وأهم من كرة القدم (المشاكل الحياتية) , ناهيك عن العقائد والقيم والعادات , حيث يسأل المرء عن عمره , وعن شبابه , وعن ماله وعن علمه . في لقاء مع مدرب قبل عقدين أو أكثر , تم الاستغناء عنه عفوا طرده من قبل النادي قال : أنا جئت كي أدرب الفريق , ولكن وجدت نفسي أمضي الوقت في تعليم اللاعبين على كيفية التحكم في الكرة (أبجديات الكرة) أو المهارات الأساسية , وحتى تتأكد من صحة ذلك , ما عليك سوى متابعة أي مباراة , سوف تلاحظ كثرة التمريرات الخاطئة , عدم القدرة على التحكم في الكرة عند استقبالها أو حتى إرسالها , عدم التمركز في المكان المناسب وفي الوقت المناسب , والأهم من ذلك كله الافتقار إلى (العقلية الكروية) القادرة على قراءة (الملعب) والطريقة التي يفكر فيها اللاعب الخصم , اللاعب (العصري) يلعب بعقله أكثر من قدمه عفوا عضلاته . في المقال القادم سوف نتحدث فيه عن كيفية الوصول بالرياضة السعودية إلى العالمية .