حذّر سماحة مفتي عام المملكة، رئيس هيئة كبار العلماء، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، من مخالفة الأنظمة والتعليمات المتعلقة بالحج، مؤكدًا أن أداء مناسك الحج دون الحصول على تصريح رسمي يُعد مخالفة شرعية جسيمة، وانتهاكًا صريحًا لتعليمات ولي الأمر، التي وضِعت حفظًا للنظام وتحقيقًا للمصلحة العامة وسلامة الحجاج.
وأوضح سماحته أن التعليمات المنظمة لشؤون الحج تستند إلى قواعد شرعية معتبرة تهدف إلى تحقيق مقاصد الشريعة في حفظ الأنفس وتنظيم أداء الشعائر، مضيفًا أن الالتزام بهذه التعليمات واجب شرعي، لأن طاعة ولي الأمر في غير معصية واجبة، لا سيما فيما يتعلق بتنظيم أمور الناس وسلامتهم.
وأشار إلى أن التسلل لأداء الحج دون تصريح يعرّض صاحبه للمساءلة الشرعية والنظامية، ويشكّل تعديًا على الحقوق وتنظيمات الدولة، وقد يسبب إرباكًا للجهات المعنية في تنفيذ خططها لخدمة ضيوف الرحمن. وأكد أن الالتزام بالإجراءات الرسمية يُسهم في أداء المناسك بأمن وسلام وطمأنينة.
وأضاف سماحة المفتي أن المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظهما الله – تبذل جهودًا عظيمة في خدمة الحجاج وتيسير أدائهم للنسك، من خلال خطط تنظيمية وصحية وأمنية متكاملة، ومن الواجب الديني احترام هذه الجهود وعدم الإخلال بها.
وبيّن سماحته أن التحايل لأداء الحج دون تصريح أو التعاون مع من يروجون لذلك يعد من التعاون على الإثم والعدوان، داعيًا الجميع إلى التحلي بالوعي الديني والوطني، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يُخالف النظام أو يُعرض صاحبه للمساءلة.
واختتم المفتي العام تصريحه بالدعاء بأن يحفظ الله هذه البلاد المباركة، ويجزي ولاة أمرها خير الجزاء على ما يقدمونه من عناية بالحرمين الشريفين وخدمة ضيوف الرحمن، وأن يجعل حج هذا العام حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا للحجاج النظاميين الذين التزموا بالأنظمة والتعليمات.