الفجيرة ـ محمد آل ماضي
اختُتمت مساء أمس فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى الفجيرة الدولي للعود، الذي نظمته أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة خلال الفترة من 5 إلى 7 مايو 2025م، بمشاركة نحو سبعين عازفًا وصانع أعواد من اثنتي عشرة دولة، شملت: أوزبكستان، أذربيجان، تركيا، إيران، مصر، سوريا، سلطنة عمان، العراق، إسبانيا، بالإضافة إلى ضيوف شرف من المملكة المغربية.
وقد جاء شعار الملتقى لهذا العام: “عودٌ واحد، ثقافاتٌ متعددة”، ليُجسّد مشهدًا حيًّا للتنوّع الفني والتبادل الثقافي بين الشعوب، حيث تحوّلت الفجيرة، على مدى ثلاثة أيام، إلى منصّة للحوار الموسيقي والتفاعل الحضاري.
شهد حفل الافتتاح عرضًا مدهشًا قدّمته أوركسترا عالمية مؤلفة من خمسين عازفًا من مختلف الجنسيات، مزجت بين أنماط موسيقية متنوعة شملت: الفلامنكو الإسباني، الروك، الموسيقى الشرقية، الهندية، الأوزبكية، والتركية. كما استضاف الملتقى ثلاثة من أبرز صنّاع الأعواد في العالم العربي وتركيا وإيران، قدّموا عروضًا حيّة لمهاراتهم في صناعة العود أمام جمهور نوعي.
وفي اليوم الثاني، تألّق ثنائي العود غسان اليوسف ودينا عبد الرحيم في عرض موسيقي مميز، تلاه أداء من أوركسترا أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة نال استحسان الحضور.
أما اليوم الثالث، فقد تخلله مؤتمر صحفي مشترك مع المجلس الوطني للموسيقى بالمغرب، الشريك الرسمي لليونسكو، حيث ناقش الجانبان سبل التعاون المستقبلي. كما شهد توقيع اتفاقية شراكة ثقافية بين الأكاديمية وأوركسترا آيبريان سينفونيتا الإسبانية ممثلة بالمايسترو خوان باولو جوميز، رئيس الأوركسترا الفيلهارمونية.
واختُتم الملتقى بعرض موسيقي مشترك للفنان التركي محمد بيتماز، والفنان العُماني يوسف اللويهي، تلاه حفل تكريم رسمي للمشاركين من العازفين وصنّاع الأعواد، إضافة إلى الجهات الداعمة.
من جهته، أكد سعادة علي عبيد الحفيتي، مدير عام أكاديمية الفجيرة للفنون الجميلة، أن تطوّر الملتقى من دورة إلى أخرى يعكس رؤية سمو الشيخ محمد بن حمد بن محمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، رئيس مجلس أمناء الأكاديمية، في جعل الفجيرة مركزًا دوليًا للفنون والثقافة. وأضاف:
“نحن على قناعة تامة بأن هذا الحدث بات يمتلك من المقوّمات ما يؤهّله ليكون أحد أبرز التظاهرات الموسيقية العالمية المتخصّصة في آلة العود، ومؤشرًا واضحًا على الدور الريادي للفجيرة في تعزيز الحوار الحضاري والثقافة الموسيقية.”
الجدير بالذكر أن ملتقى الفجيرة الدولي للعود أصبح من أبرز المحافل الموسيقية المتخصّصة في المنطقة، لما يقدّمه من تجربة ثقافية عميقة تمزج بين التقاليد الموسيقية والابتكار الفني، في مشهد يُبرز مكانة الفجيرة على خارطة الفن العالمي