كشفت تقارير غربية عن أن أوكرانيا تحولت إلى ساحة اختبار للأسلحة الغربية الجديدة، وأن المساعدات الغربية لكييف هدفها في المقام الأول إجراء تجارب على السلاح الغربي التقليدي والذكي ومدى فعاليته في المعارك الميدانية وأرض الواقع.
وفقاً لأحدث الأرقام، وصل إجمالي المساعدات العسكرية الأوربية إلى أوكرانيا إلى نحو 8 مليارات يورو، ما يُعادل نسبة 45 بالمئة من حجم المساعدات الأميركية.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، يوم الثلاثاء، إن أوكرانيا أصبحت بالنسبة للدول الغربية أفضل ساحة اختبار للأسلحة والأنظمة الجديدة الأميركية والأوروبية.
وفي سياق ذلك، قالت وكالة ” تاس الروسية، يوم الخميس، إن واشنطن تخطط لإمداد أوكرانيا بـ4 منظومات أفينجر إم الأميركية الملقبة بـ”الثائر” لاختبارها بالمعارك.
الأسلحة الغربية التي تم اختبارها بأوكرانيا
وواشنطن ليست الوحيدة التي قامت بتجارب أسلحة في أوكرانيا، إذ هناك دول غربية أخرى مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا.
ووفق “نيويورك تايمز”، فإنّ المساعدات الغربية في معظمها إصدارات محدثة مؤخراً من الأسلحة القديمة مثل الصواريخ الألمانية “إيريس – تي” ومن أبرز ما تم اختباره:
منظومات “أفينجر إم ” الأميركية.
برنامج “دلتا” وهو نظام ذكي ومعلوماتي لإنذار المبكر وتم اختباره خلال تقدم الأوكران في معركة خيرسون”.
تجربة نظام سكاي وايبرس الألماني المضاد للطائرات.
القوارب الانتحارية التي يتم التحكم فيها عن بعد.
واشنطن تعتزم اختبار نظام الدورنات ضد الدورنات المعروفة باسم أنفيل.
اختبار أقمار صناعية لشركات خاصة مثل شركة “SpaceX” التابعة للملياردير الأميركي إيلون ماسك لإمداد كييف بالمعلومات ولتنفيذ عمليات الاستطلاع.
الولايات المتحدة تدرس إمكانية تحديث طائراتها المسيرة من نوع “Gray Eagle” لتسليمها لأوكرانيا، وبالتالي اختبارها وفقا لـ “سي إن إن”.
وبالنسبة للمدفعية فتم اختبار منظومات “هيمارس”.
بريطانيا اختبرت الصواريخ المضادة للدبابات نلاو .
تجريب الدرونات بمختلف أنواعها مثل “سويتش بليد” و” كوادر كوبتر هافوك”.
وفي الدفاع الجوي تم اختبار الأنظمة البريطانية “ستار ستريك” والألمانية “إيرست تي” والأميركية “نسامز”.
تنفيذ تجارب بيولوجية في مختبراتٍ بأوكرانيا بتمويلٍ تخطى الـ200 مليون دولار، بحسب وزارة الدفاع الروسية.
ماذا عن روسيا؟
وفي المقابل استغلت روسيا هي الأخرى الحرب في أوكرانيا واختبرت عدة أنظمة وصواريخ لأول مرة في الميدان ومن بينها:
الليزر الحارق “بيريسفيت” والذي يعطل الأقمار الصناعية ويحرق الدورونات.
دبابة “تي 90 إم” الأكثر تطورا.
صواريخ فرط صوتية من طراز “كينجال”.
دورنات “شاهد-136″ و”مهاجر-6” إيرانية الصنع.
منظومة “إس 500 وتجمع بين وظائف الدفاع الجوي والصاروخي.
تقييم الخبراء
يقول الخبير العسكري الأميركي بيتر أليكس لموقع ” سكاي نيوز عربية” إنه:
استخدام الروس للأسلحة الحديثة فرض على الغرب تقديم الأسلحة المتطورة إلى أوكرانيا.
دول الناتو تتعلم من التجربة وتطور أسلحتها وفق متطلبات المعركة والعبر من الساحة الأوكرانية.
المساعدات العسكرية الغربية تضمنت في معظمها، إصدارات محدثة ومتطورة من النسخ القديمة لتجريبها.
الحرب جعلت أوكرانيا بؤرةٍ تجارب للأسلحة وروسيا استغلتها كذلك.
الاختبارات التجريبية ستساعد مخططي الدفاع في روسيا ودول الناتو على كيفية استثمار الإنفاق العسكري خلال العقدين المقبلين.
أما الباحث في الشؤون العسكرية مينا عادل فيقول، إن اختيار الدعم الغربي المناسب من نوعيات التسليح والمنظومات ليست شيئاً ارتجالياً ولكن هو مبني على الكثير من المعلومات الاستطلاعية والاستخباراتية وتحليل هذه المعلومات هو ما يحدد نوعية التسليح المناسبة لميدان الحرب.
ويضيف لموقع ” سكاي نيوز عربية”، إن تجربة هذهالأسلحة والوقوف على ما حققته هو بمثابة درس مستفاد ليس فقط لشركات السلاح ولكن قادة الجيوش العالمية.
وتابع عادل أن “الميدان الأوكراني أصبح بالفعل ساحة تجارب بين المنظومات التسليحية للروس والناتو بعد ما أدخله الجانبان لاستغلال هذه الفرصة لرسم تصور كامل وواقعي عن المعارك الحديثة.
وأكمل: الجانب الروسي لم يدخل حربا تتنوع فيها الأسلحة بأعداد كبيرة قبل الحرب الأوكرانية وهو يدرس المستوى الفعلي للمنظومات الغربية أو حتى الحصول على منظومات تسليح غربية كجائزة حرب.