قاربت شمس يوم عرفة على الغروب فيما يرفع حجاج بيت الله الحرام أكفهم لله بالدعاء.. إنه يوم تتوق فيه القلوب للمغفرة والتوبة والدموع والطهر.
ويحمل إلينا هذا اليوم المبارك بشرى العيد متوجاً بوحي إيماني بهي قبل غروب شمسه، لنرى أعظم مشاهد تخشع لها العين من التذلل والتقرب إلى الله تعالى بكل اللغات واللهجات يساوي بينها الدعاء.
وبين عيون تفيض بالدموع وأيادٍ تُرفع نرى الحجاج وقد أقبلوا على الله بدموعهم راجين المغفرة من الله تعالى.
ويسجل هذا المشهد أيادي الحجاج القادمين من كل حدب وصوب على صعيد واحد، في مكان واحد، وزمان واحد، وبلباس واحد شعثًا غبرًا مهللين ومكبرين يلبّون ويدعون يبكون ويستغفرون وبذلوا الجهد ينتظرون هذه اللحظة، وهي تفضُّل الله -عزّ وجل- فيه على عباده بالمغفرة والصفح.
ويسجّل هذا اليوم رجاء كل حاج بعدم العودة خائبًا يدعو الله ويبتهل إليه ولسان يلهج بالتوبة والاستغفار وقلب خاشع يأمل القبول، لا فرق بين الفقير والغني والرجل والمرأة والصغير والكبير، يطلبون العفو والقبول عند قرب الغروب ووداع عرفات، آملين العودة مجددًا للمشاعر المقدسة.