أعلنت لجنة نوبل النرويجية منح جائزة نوبل للسلام للصحفيين ماريا ريسا (الفلبين) , وديمتري موراتوف (روسيا), طبعا المبررات جاهزة والمتمثلة في كفاحهما الشجاع من أجل حرية التعبير في بلديهما ؟! . نجد أن الصحفية الفلبينية تمثل موقفها الشجاع في وقوفها ضد الحملة القوية ضد المخدرات والجريمة والفساد التي قادها الرئيس الفلبيني والتي كانت تنخر في المجتمع , وأيضا نتيجة اتباعه سياسة خارجية مستقلة , وتخليص الفلبين من الهيمنة الأمريكية والأوروبية والتقرب من الصين وروسيا , بل بلغ به الأمر أن وصف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بـ (إبن العاهرة) !! .
أما الصحفي الروسي ديمتري موراتوف فكفاحه الشجاع يتمثل في انتقاده للرئيس فلاديمير بوتن , لا شك أن بوتن (قاتل) كما صرح بذلك الرئيس الأمريكي بايدن , والحقيقة أن الغرب لا يزعجه ذلك أبدا بل هو الزعيم المطلوب حسب المواصفات والمقاييس الغربية لكل زعيم لا ينتمي للغرب , ولكن ذنب بوتن أنه جعل لروسيا مكانة دولية عالمية ومستقلة , في الوقت الذي كان فيه الغرب يشيد فيه بسلفه (يلتسن) والذي حول روسيا إلى (ملطشة) للدول الغربية , بل قام بقصف البرلمان المنتخب بالدبابات وكان الغرب يصفق له ثم يحدثونك عن حرية التعبير , في الوقت الذي لا يسمح فيه الغرب لأي تجربة ديموقراطية ناجة في العالم الثالث , حتى يستمر بنهب الثروات وتصريف أسلحته الخردة المنتهية الصلاحية من أجل قمع الشعوب . آخر مرة فازت فيها روسيا بجائزة نوبل كانت عام 1990م وكانت من نصيب الرئيس السوفييتي السابق غورباتشوف وذلك لدوره في تفكيك الإتحاد السوفيتي ؟! . يعني منذ عام 1990م حتى الآن روسيا لم تفز بأي من جوائز نوبل (عهد بوتن) وهذا دليل على تسييس الجائزة . وأيضا تجد أن الجائزة يتم منحها لمن ليس لهم أي قيمة أو وزن في بلادهم تحت مسمى ناشط على وزن توكل كرمان (اليمن) أو كما يطلق عليها المرأة الحديدية (أم الثورة) ؟!!, من أجل صناعة قيادات وهمية , وأحيانا تمنح لمن يساهم في تدمير القيم والأخلاق في بلده مثل نجيب محفوظ عن روايته "أولاد حارتنا" والتي تمس الذات الآلهية ومنع الأزهر من نشرها . هناك العديد من العلماء والمفكرين من رفض جائزة نوبل بل واحتقرها أمثال الأديب الإنجليزي برنارد شو والفيلسوف الفرنسي سارتر القائمة تطول , في الوقت الذي تجد فيه من أبناء جلدتنما من لديه الاستعداد للتخلي عن دينه ووطنه من أجل نوبل سيء السمعة ؟! . ولا ننسى أن جائزة نوبل تم منحها إلى العديد من القتلة والمجرمين أمثال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بيغن سفاح دير ياسين , وشمعون بيريس سفاح قانا , وهنري كيسنجر المسؤول الأول عن الكثير من الحروب في العالم , والرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما والقائمة تطول .