سمحت الشرطة الإسرائيلية للفلسطينيين بالوصول مجدداً إلى محيط البلدة القديمة في القدس الشرقية المحتلّة، في خطوة ترمي لتهدئة التوترات التي شهدتها المدينة المقدّسة في الأيام الأخيرة.
وشاهد مراسل فرانس برس مئات من الشبّان الفلسطينيين يحتشدون أمام باب العمود، أحد المداخل الرئيسية المؤدية إلى باحة المسجد الأقصى في البلدة القديمة، حين أعلنت الشرطة عبر مكبّر للصوت أنّ المنطقة باتت مفتوحة أمام الجميع.
وسمحت الشرطة للمتظاهرين الفلسطينيين بإزالة الحواجز المعدنية التي وضعتها في الأيام الأخيرة لمنعهم من الوصول إلى المكان والتي تسبّبت باندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين على مدار ليال عدّة.
وقال متحدّث باسم الشرطة لوكالة فرانس برس إنّ القرار جاء “بعد مشاورات مع مسؤولين محليّين وقيادات دينية وتقييم للوضع، مع مراعاة أصحاب المحال التجارية الذين يحتاجون لكسب العيش، ومن أجل خفض مستوى العنف”.
وأضاف أنّ “قواتنا ما زالت منتشرة على الأرض ولن نسمح بتجدّد العنف”.
وأفاد مراسلو فرانس برس أنّ الشرطة طاردت مجموعة من الفلسطينيين كانوا يحتفلون بإزالة الحواجز ويلوّحون بالعلم الفلسطيني.
لكنّ الساحة الواقعة أمام باب العمود باتت مفتوحة أمام الفلسطينيين الذين احتشدوا فيها، وسط انتشار كثيف لعناصر الشرطة الإسرائيلية.
وبدأت الاشتباكات في الأيام الماضية بعد أن نصبت الشرطة الإسرائيلية حواجز معدنية لمنع الجلوس على الدرجات المحيطة بباب العمود، حيث يتجمّع الفلسطينيون عادة في ليالي شهر رمضان بعد الإفطار.
وعندما أعلن يهود من اليمين المتطرف أنّهم يريدون التظاهر بالقرب من هذه البوابة الواسعة المطلّة على البلدة القديمة، رأى العديد من الفلسطينيين في ذلك استفزازاً ومحاولة للسيطرة على هذا الموقع الرمزي.
ووقعت أعنف الاشتباكات مساء الخميس عندما أراد الفلسطينيون تنظيم مسيرة مضادّة لتلك التي هتف خلالها اليهود المتشدّدون “الموت للعرب”، لكنّ الشرطة الإسرائيلية تصدّت لهم واشتبكت معهم. وأفضت تلك الاشتباكات عن إصابة حوالى مئة متظاهر فلسطيني و20 شرطياً إسرائيلياً بجروح.
وفي تلك الليلة ألقى عدد من المتظاهرين الفلسطينيين حجارة وزجاجات مياه على عناصر الشرطة الذين ردّوا بقنابل الصوت وخراطيم المياه.
كما أحرق شبّان فلسطينيون حاويات قمامة في عدد من الشوارع المجاورة لباب العمود. وقالت الشرطة الإسرائيلية إنّ حوالى 100 فلسطيني ألقوا حجارة وزجاجات حارقة باتجاه معبر قلنديا الذي يصل بين القدس والضفة الغربية.