يبدو أن التغيرات المناخية بدأت تلقي بظلالها على العالم كله , ولم يعد أحد بمأمن من تداعياتها المدمرة . هناك مدن ودول سوف تختفي عن الخارطة العالمية أو سوف تتقلص مساحتها . الأعاصير التي بدأت تضرب العديد من الدول وتتحول فيها المدن إلى أطلال تسكنها الأشباح . كمية الأمطار التي تتساقط في المرة الواحدة أصبحت تزيد عن المعدل السنوي لكميات الأمطار المتساقطة أو تزيد ؟! , بل وجدنا الأمطار تتساقط بغزارة في العديد من الدول في ذروة أيام القيض , وجدنا المدن وقد تحولت إلى بحيرات والتنقل فيها يتم عن طريق القوارب . رغم التحذيرات التي يطلقها العلماء من النتائج الكارثية التي قد تترتب على التغيرات المناخية , إلا أن العالم ما زال ينظر إلى المسألة بعين الشك وعدم اليقين . أكثر من (140) مليون شخص سيجبرون على الهجرة بحلول عام 2050 بسبب تغير المناخ , وما يترتب على ذلك من خلل كبير في التوازن البيئي والنقص الحاد في الغذاء وإنقراض العديد من الكائنات الحية . المؤتمر الـ (21) للمناخ الذي عقد في باريس عام 2015 م لن يحقق أي نتائج إيجابية , لأن بعض الدول الكبرى التي تعد مصدر التلوث الأول في العالم ترفض التوقيع على أي إلتزامات , لقد إتسع الخرق على الراقع والأمور خرجت عن السيطرة ولن تجدي نفعا أي إجراءات قد تتخذها البشرية لإنقاذ كوكب الأرض من الأخطار المناخية المحدقة به . البنية التحتية والمرافق والخدمات (الطرق , السدود , الجسور , القنوات المائية , قنوات الصرف الصحي , الكهرباء , الزراعة .. ) , في العالم بشكل عام والشرق الأوسط بشكل خاص غير مهيأة لمواجهة هذا النوع من التغيرات المناخية المفاجئة , وبالتالي الضرورة تستدعي إعادة النظر في كل ذلك , من حيث رفع الطاقة الإستعابية للسدود وقنوات تصريف المياه والطرق والجسور , ومضاعفة أعداد السدود القائمة وايضا إعادة النظر في نوعية المحاصيل الزراعية لتناسب المرحلة القادمة (وفرة المياه) , وإعادة تصميم المباني السكنية من حيث منسوب إرتفاعها عن مستوى الشوارع تفاديا للغرق وما يترتب على ذلك من خسائر مادية جسيمة ، وأيضا تحويل مسار بعض الأودية التي تشق طريقها عبر المدن .