بعدما حسمت تركيا أمرا وبدأت التضييق على عناصر الإخوان الموجودين على أراضيها من أجل تحسين العلاقة مع مصر ودول الخليج، بات عناصر الإخوان يبحثون عن ملاذ جديد، يبدو أنهم وجدوه لدى إيران والموالين لها.
وقال القيادي في ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من طهران، محمد علي الحوثي عن إن جماعته على استعداد لاحتضان قيادات الإخوان الإعلامية الفارة من مصر إلى تركيا.
وعلى حسابه على موقع تويتر، رحب الحوثي، وهو عضو فيما يسمى المجلس السياسي في صنعاء، بالإعلاميين محمد ناصر ومعتز مطر الفارين من العدالة في مصر، مبديا استعداده تقديم الحماية لهما بعد أن بدأت أنقرة تضيق الخناق عليهما لتحسين فرصتها في مفاوضات تطبيع العلاقات مع مصر.
ويعرف عن ناصر ومطر انتماؤهما إلى قنوات تحرّض على العنف والفوضى في مصر.
دعوة بعد التضييق التركي
وكتب الحوثي: “الإعلاميان معتز ومحمد ناصر، أهلا وسهلا بكما في صنعاء بكامل الحرية في أرضنا، وستجدان بإذن الله كرم الشعب اليمني وحمايته فلقد وقفتما مع اليمن وتألمتما على الشعب والعدوان عليه أهلا بكما”.
وقدم الحوثي دعوته هذه، السبت، بعد ساعات من إبلاغ الحكومة التركية مجموعة من عناصر تنظيم الإخوان المقيمين على أراضيها منذ عام 2014 بوقف نشر أي مواد سياسية عبر منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وحذرتهم من استمرار كتابة أي مواد تحريضية ضد مصر، قائلة إن مخالفة هذه القرارات تعرض صاحبها للمعاقبة القانونية.
وأعلن الإعلامي الإخواني حمزة زوبع أنه “سيغيب عن الشاشة نهائيا” بعد قرار بوقف برنامجه، ليلحق بمحمد ناصر ومعتز مطر اللذين أعلنا كذلك وقف برنامجهما في مايو الماضي.
غزل لحزب الإصلاح الإخواني
المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، يعتبر أن هذا تدخلا غير مسؤول من قبل الحوثيين كجماعة إرهابية تبدي استعدادها لإيواء عناصر جماعة إرهابية أخرى، وهي جماعة الإخوان، استكمالا للغزل المستمر بينهما منذ بداية عاصفة الحزم التي شنتها قوات التحالف العربي سنة 2015 لحماية الحكومة الشرعية في اليمن.
كما اعتبر أن هذه الدعوة تأتي توددا لفرع جماعة الإخوان في اليمن، وهو حزب الإصلاح، الساعي لإفشال تحقيق أهداف التحالف العربي في إيقاف التمدد الإيراني في المنطقة.
واستدل الطاهر في حديثه لموقع”سكاي نيوز عربية” على هذا بأن تصريح مسؤول حوثي كبير، متحكم بجزء كبير بالمنظومة الأمنية في مناطق سيطرة الحوثي، بأنهم لا يقاتلون حزب الإصلاح يثبت الحقيقة أنهم جماعة واحدة هدفها تدمير المنطقة، وتسعى لخلافة أو ولاية طائفية.
كما أن عرض الحوثي على الإخوانيين الهاربين من قبضة العدالة المصرية، وهما معتز مطر ومحمد ناصر، رآه الطاهر يصب ضمن دور الميليشيات الموالية لإيران في زعزعة استقرار دول أخرى في المنطقة، ولا سيما مصر، وهو “تصرف غير مسؤول يرفضه أغلب الشعب اليمني”.
العطش للتمويل والحماية
الباحث المتخصص في شؤون الحركات الإرهابية، عمرو فاروق، ذكَّر بالعلاقات التاريخية الوطيدة بين إيران وجماعة الإخوان، والتي تعود لفترة نشأة الجماعة.
وتوقع فاروق في حديثه لموقع”سكاي نيوز عربية” أن محمد ناصر ومعتز مطر قد يقبلون بعرض الحوثيين؛ لأنهم يبحثون عمن يتفق على مشاريعهم الإعلامية ويوفر الدعم والتمويل، ومن جهة أخرى يوفر لهم الحماية، وهو الأمر الذي قد يوفره الحوثيون بدعم إيران التي تمول منصات إعلامية إخوانية حاليا.
توثيق قديم جديد
ومن مظاهر التعاون بين إيران وجماعة الإخوان في اختراق مصر والمنطقة عموما، أن مرشد الجماعة السابق، مهدي عاكف، صرح لصحيفة “النهار” الكويتية في نهاية ديسمبر 2008 بقوله إنه “لا مانع لدي من المد الشيعي”، وبرر ذلك بقوله: “أرى أنه لا مانع في ذلك، فعندنا 56 دولة في منظمة المؤتمر الإسلامي سنية، فلماذا التخوف من إيران وهي الدولة الوحيدة في العالم الشيعية؟”.
وزاد على ذلك بقوله: “كما أؤيد برنامج إيران النووي حتى لو كان بغرض إنتاج قنبلة نووية”، وأكد هذا التصريحات لجريدة “الشرق الأوسط” عام 2008.
وكادت مصر تشهد تطبيقا لهذا المد الشيعي، بأن ظهر فيها لأول مرة في العصر الحديث أول مدرسة شيعية سنة 2012، وهو عام تحكم تنظيم الإخوان في كثير من مفاصل الدولة في مصر، وشهد سيطرتهم على البرلمان والسلطة التنفيذية.