أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أن قيادتي دولة الإمارات وجمهورية اليونان يطمحان لتأسيس شراكة استراتيجية قائمة على أسس صلبة وراسخة من الصداقة والاحترام المتبادل.
وقال سموه في بيان مشترك عقب لقائه معالي نيكوس دندياس وزير خارجية اليونان : ” أشكر معالي نيكوس دندياس على المباحثات المثمرة والبناءة التي أجريناها اليوم حيث كانت فرصة لتبادل وجهات النظر حول العديد من مجالات التعاون الثنائية بين بلدينا الصديقين بالإضافة إلى التركيز على القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك “.
وذكر سموه ” أن عقد هذه المحادثات بانتظام يعزز العلاقات بين بلدينا التي استثمرنا فيها الكثير من الوقت والجهد خلال السنوات الماضية ومن خلال الحوار نحن قادرون على كسب مستوى أعمق من التفاهم المتبادل والذي يصب في مصلحة تعزيز علاقاتنا الثنائية في كافة المستويات”.
وقال سموه ” العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية اليونان بدأت منذ عام 1975 وخلال هذه السنوات تم الكثير وسعت دولة الإمارات إلى تعزيز العلاقات مع اليونان لتكون مصدرا للاستقرار والنمو في المنطقة وشهدت علاقاتنا الثنائية تطورا وازدهارا في جميع المجالات منها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية والحوكمة الرقمية والأمن الغذائي”.
وأضاف سموه ” كما بذل البلدان جهودا كبيرة لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وهو ما انعكس إيجابا على مستوى التبادل التجاري بين البلدين حيث بلغ حجم التجارة غير النفطية العام الماضي 450 مليون دولار وتود بلادي بأن ترى المزيد من العمل في هذا المجال لتضخيم وتعظيم هذه الأرقام”.
وأكد سموه” أن علاقتنا مع اليونان لا تقتصر على المجال الاقتصادي بل تشهد نموا كبيرا في العلاقات بين شعبي البلدين ووصل عدد الزوار اليونانيين إلى دولة الإمارات في عام 2019 إلى ما يزيد على 24 ألف مواطن يوناني”.
وأضاف سموه ” يقيم في الدولة 4 آلاف مواطن يوناني يساهمون في دعم العملية التنموية والاقتصادية والاجتماعية في بلدهم الثاني الإمارات، كما يدعم قطاع الطيران هذا العدد المتزايد من السياح الزائرين والمقيمين بين بلدينا والذي كان يشمل 14 رحلة أسبوعية قبل تفشي “كوفيد 19” ونتطلع خلال الأشهر القليلة القادمة أن نستطيع التغلب معا كبلدين وكمجتمع دولي على تحدي “كورونا” .
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ” هناك العديد من المشاريع الثقافية المشتركة بين دولة الإمارات واليونان والتي تعكس مستوى الازدهار الذي وصل إليه البلدان في المجال الثقافي والتعليمي على مستوى الشباب”.
ونوه سموه إلى أن أكثر من 640 مواطنا يونانيا يقيمون في دولة الإمارات وملتحقون بمدارسها وجامعاتها ومعاهدها في حين وصل عدد المبتعثين الإماراتيين في الجامعات اليونانية إلى أكثر من 100 مبتعث وقد ساعدت هذه الجهود الثقافية والتعليمية على تعزيز الانفتاح والتفاهم الثقافي بين البلدين”.
وأشار سموه إلى أن النجاحات التي وصلت إليها دولة الإمارات ما كانت لتتحقق دون وجود مجتمع إماراتي منفتح ومتسامح ومتعايش، كما نتطلع الى تحقيق هذه القيم المشتركة من خلال مشاركة يونانية قوية في معرض إكسبو 2020 دبي الذي تستضيفه الدولة العام القادم، ونتوجه بالشكر إلى أصدقائنا في اليونان وجميع دول العالم على دعم المعرض ونتطلع أن يكون تجمعا نحو المزيد من التعاون الدولي والمزيد من الطموح بعد الخروج من الجائحة”.
وقال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ” بالإضافة إلى تعاوننا الثنائي المتنامي فإن دولة الإمارات واليونان تعتبران التهديد الذي يشكله التطرف أمرا مقلقا إلى أقصى الحدود ونحن في دولة الإمارات نتخذ موقفا حازما يتمثل بأنه لا يمكن التوصل إلى حل وسط مع الجماعات أو الأفراد الداعمين للتطرف والإرهاب أو الذين يبررون ذلك، وتلعب دولة الإمارات دورا محوريا في مكافحة هذه الآفة، ونتطلع لأن يكون لنا شركاء حول العالم يعملون معا وسويا لمواجهة هذا الخطر الدولي” .
وأكد سموه أن السعي لضمان السلام للمنطقة ولتحقيق الاستقرار الإقليمي هو أمر مشترك بين دولة الإمارات واليونان مما يستوجب التعاون الوثيق بين بلدينا لمعالجة النزاعات في المنطقة وتقدر دولة الإمارات مشاركة اليونان الإيجابية في دعم السلم والاستقرار في المنطقة.
وأضاف سموه “كما نرى أن السياسات الخارجية التوسعية لدول في منطقتنا ومجاورة تشكل مصدرا مستمرا لعدم الاستقرار في المنطقة”.
وقال سموه ” أود أن أؤكد أن طموح قيادتي بلدينا تأسيس شراكة استراتيجية قائمة على أسس صلبة وراسخة من الصداقة والاحترام المتبادل الذي يمكن كلا الطرفين من تحقيق النمو حيث يمكن أن تتوسع هذه الشراكة في مجموعة من القطاعات المختلفة مثل التكنولوجيا والسياحة والتعليم والرعاية الصحية والخدمات والأمن الغذائي ” .
وأضاف سموه ” مرة أخرى أشكر معالي نيكوس دندياس وفريق عمله في وزارة الخارجية والسفارة اليونانية في أبوظبي على جهودهم لإنجاح هذا اللقاء وآمل أن تتاح لي فرصة لزيارة بلدكم مرات قادمة في المستقبل واتطلع لاستقبال معاليك في بلدك الثاني الإمارات وأتمنى لكم ولشعبكم الصحة والأمان وأن نستمر في هذه الظروف الصحية الصعبة بالعمل لخدمة شعوبنا بمزيد من الجهد والعلم والمثابرة”.
من جانبه أشاد معالي نيكوس دندياس بالعلاقات الثنائية المتميزة بين دولة الإمارات وجمهورية اليونان، و بالتعاون بين البلدين في مختلف المجالات ومنها المجال الدفاعي .
كما ثمن معاليه الدعم الذي قدمته دولة الإمارات لبلاده لمساعدتها على مواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد ” كوفيد – 19 ” .
وكان سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي قد التقى في أثينا معالي نيكوس دندياس وزير خارجية جمهورية اليونان.
وجرى خلال اللقاء بحث علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين الصديقين في عدد من المجالات ومنها الاقتصادية والتجارية والثقافية والتكنولوجية والعلوم والدفاع والأمن الغذائي.
كما ناقش سموه ومعالي وزير الخارجية اليوناني تطورات الأوضاع في منطقة شرق البحر المتوسط وسبل تعزيز الأمن والاستقرار بها بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك ومنها ليبيا واليمن وإيران.
واستعرض الجانبان تطورات جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″ وجهود البلدين لمواجهة تداعياته.
وأشاد معالي وزير الخارجية اليوناني بمعاهدة السلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل ودورها في تحقيق الاستقرار بالمنطقة.
وتوجه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بالشكر إلى معاليه مشيدا بجهود جمهورية اليونان الصديقة في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم.
كما توجه معالي وزير خارجية اليونان بالتهنئة إلى دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا بمناسبة نجاح إطلاق ” مسبار الأمل ” إلى كوكب المريخ وكذلك تشغيل محطة براكة للطاقة النووية السلمية، مشيدا بالمكانة الرائدة التي تحظى بها الدولة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
حضر اللقاء سعادة عمر سيف غباش مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية.