إن الله ــ عز وجل ــ قد أنعم على المملكة العربية السعودية بنعم كثيرة , يأتي في مقدمتها تحكيم الشريعة الإسلامية ، واتخاذ القراَن الكريم والسنة المطهرة دستورا ومنهج حياة , مما كان سبباً ــ بفضل الله تعالى ــ في كل ما تنعم به المملكة من نعم أخرى , يأتي في مقدمتها نعمة الأمن والاستقرار ، وهي النعمة التي لا يمكن لأي تطور ، أو نمو ، أو رقي ، أن يحصل إلا في ظل وجودها ، حتى تتمكن السواعد الوطنية من التفرغ للبناء , والتشييد ، والإعمار .
ومن نعم الله ــ تعالى ــ على المملكة ــ أيضا ــ ما أودعه ــ تعالى ــ من بركات في أراضيها ، كنعمة البترول , والذهب , والفوسفات ،وغيرها من المعادن الثمينة.
وحتى تكتمل نعمة الله على المملكة ، فقد قيض لها قيادة رشيدة حكيمة , تصرف هذه الثروات العظيمة في خدمة دينها , وأمتها , ووطنها , ومواطنيها , بما تقتضية المصلحة العا ويتضح ذلك في الميزانية العامة للدولة , للعام المالي 1434- 1435هـ ، التي تعد أضخم ميزانية في تاريخ المملكة العربية السعودية بمبلغ ثمانمائة وعشرين مليار ريال , توجه للتنمية والاستثمار في الإنسان . ويكفي للتدليل على البعد الاستثماري في الإنسان , ما جاء في كلمة خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ورعاه ــ التي افتتح بها جلسة الميزانية من قوله : ( إن التنمية البشرية والاستثمار في الإنسان هما الأساس والضرورة للتنمية الشاملة ؛ ولذلك فقد تم اعتماد ما يزيد على مائتين وأربعة مليارات , لقطاع التعليم العام والعالي , وتدريب القوى العاملة , ولتحسين البيئة التعليمية وتطويرها ) .
وهذا النص غني عن كل تعليق في بيان مضمونه , وتوضيح أغراضه وأهدافه النبيلة التي تصب في مصلحة الوطن ، وبناء المواطن على أسس علمية صحيحة .
نسأل الله ــ عز وجل ــ أن يديم على بلاد الحرمين الشريفين نعمة الأمن والاستقرار , ورغد العيش في ظل القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين , وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله ، ورعاهما .
[COLOR=#FF0036] *وكيـل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقـــاف
والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنيـة
أ.عبدالله الهويمل[/COLOR]