ما إن اختتم خطيب جامع ابن رشده الشيخ خالد بن فهد الرشود خطبته والتي تناول فيها ظاهرة كثرة جرائم القتل بمنطقة حائل , إلا وقد أعلن الناطق الإعلامي بشرطة منطقة حائل العقيد عبدالعزيز الزنيدي قبيل عصر اليوم عن حادثتي قتل بحائل الأولى لطفلة تعرضت لطلق من بندقية هوائية عن طريق الخطأ والأخرى لحادثة اعتداء راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر.
وقد حث الشيخ خالد الرشود في خطبته جموع المصلين على ضرورة التحلي بالصبر واحترام النفس المؤمنة التي أمر الله بحفظها إلا بالحق , ووجه خطابه مباشرة إلى فئة الشباب مؤكدا على أهمية الحديث عن هذا الموضوع الخطر والذي بدأ ينتشر بشكل ملحوظ في الأونة الأخيرة بمنطقة حائل , حيث تحدث عن أضرار هذه الظاهرة وخطرها الجسيم على الفرد والمجتمع.
وكان الشيخ الرشود تناول في خطبة الجمعة اليوم قضاياء اجتماعية أنصت لها جموع المصلين وكانت مؤثرة في نفوس المصلين وكم نحن بحاجة للتجديد وتسليط الضؤ على قضايا الساحة والتوعية والارشاد من خلال الخطب المنبرية .
وقد حرصت على تناول خطبته ونقلها بمقالي هذا لتعم الفائدة :
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ العظيمِ في قدره، العزيزِ في قهرِه، أحمدُه على القدر خيرِه وشرِّه، وحُلوِهِ ومُرِّهِ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا رافِعَ لما وضعَ، ولا واضِعَ لما رفع، ولا مانِعَ لما أعطَى، ولا مُعطِيَ لما منَع ، وما شاءَ ربُّنا صنَع، وأشهد أن نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلِّمْ على سيدِ العربِ والعجم , خيرُ من ركبَ النجائبَ وسارَ بقدمٍ , ما هَمَا رُكامٌ وغيثٌ سَجَم .
صلَّى عليك الله ما قرأَ الورَى آيَ الكتابِ وسُورةَ الفُرقانِ
مِنَّا السلامُ عليك ما هبَّ الصَّبَا فوقَ الرُّبَى وشقائقِ النُّعمانِ
اللهم وارض عن خلفائه وأصحابه وأتباعه ومن سار على نهجهم وسلم تسليما كثيرا .
أمّا بعد: فأُوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله ، فإنَّ الواعِظين بها كَثير، والعاملِين بها قليل.
عباد الله :
ذنبٌ كبير , و شرٌ مستطير , موبقةٌ مهلكة , وجريمةٌ مُزلزِلة وخطيئةٌ مُروِّعة ، تكاثر ذكرها وازدادَ شرُها وحمى وطيسها , الشيطانُ وسيطها وللأسف المسلمُ بطلُها .
نسمع وتسمعون عنها بين الفينة والأخرى فيحزن القلب وتبكي العين من جرمها وخطرها , إنها عبادَ الله القتل والاعتداءات بين الشباب , وفي هذا يُحذرنا ربنا جلا وعلا بقوله (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ). ويقول جل شأنه: ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ).
و حرَّمَتِ الشريعةُ الإشارةَ إلى مُسلمٍ بسلاحٍ أو حَديدة، سواءٌ كان جادًّا أو مازِحًا، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : " لا يُشِر أحدُكم إلى أخِيه بالسّلاح؛ فإنّه لا يدري لعَلَّ الشيطانَ ينزِعُ في يدِه فيقَع في حُفرةٍ من النّار "متفق عليه. وفي روايةٍ لمسلم: قال أبو القاسِم : " من أشار إلى أخيه بحديدةٍ فإنَّ الملائكة تَلعنُه حتى يَنزِع، وإن كان أخاه لأبيه وأمه ".
وعن البراء بن عازب أن رسول الله قال: " لَزوال الدنيا أهونُ على الله من قتل مؤمنٍ بِغير حقٍّ ".
وعن عبد الله بنِ عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : "لا يزال المؤمنُ في فُسحةٍ من دينِه ما لم يُصِب دمًا حرامًا" أخرجه البخاري.
أيها الشباب : اتقوا الله تعالى واعلموا أن أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء : عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي : " أوّلُ ما يُقضَى بين الناسِ في الدماء " أخرجه البخاري ومسلم، وفي الصحيحين قال النبي : " أكبرُ الكبائر الشرك بالله وقتل النّفس ". وكم غضِب النبيّ وتبرَّأ من فِعل بعض أصحابه حين اجتهدوا وتجاوزوا في مقاتلة المُشركين، وعاتَبَ أسامةَ بنَ زيد عتابًا مُرًّا وقال: "أقتلتَه بعدما قال: لا إله إلا الله؟!" حتى قال أسامة: ودِدتُ أني لم أُسلِم إلا حينئذٍ. متفق عليه. ألا فليسمَع ذلك شبابٌ أغرار جعلوا دماءَ المسلمين سهلة ميسرة , سُفهاء وجُهلاء لم يتجاوزوا ربيعَ العشرين من أعمارِهم , يحملون الأسلحة البيضاء كالسكاكين وغيرها من هو أشد منها فتكا وبعضهم لربما حمل مسدسا, والآباء غافلون , والاولياء ساهون , وأهل الاختصاص لا يُذكّرون ولا ينصحون بخطر هذه الجريمة .
ألا فاتَّقوا الله تعالى في الدّماء، واحذَروا التّهاون في إزهاقِ الأنفسِ والأرواح ,فإن العقوبة شديدة في الدنيا ومخزية في الاخرة.
اللهم احفظ المسلمين وأولادهم من شر القتل و الاعتداء , اللهم احفظهم بحفظك ولا تلطخ أيدينا بدماء المسلمين . بارك الله لي ولكم بالوحيين واستغفروا ربكم انه كان غفارا.
[url=http://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-ac17e7a514.gif][img]http://www.adwaalwatan.com/uuup//uploads/images/domain-ac17e7a514.gif[/img][/url]
[COLOR=#FF0045] بندر بن طريف
كاتب ومحرر صحيفة أضواء الوطن[/COLOR]
التعليقات 1
1 pings
15/12/2012 في 1:55 م[3] رابط التعليق
[SIZE=7]شكرا يابا طريف علي الخطبه الثانية التي القيتها عبر نافذتك الاضواء لاحول ولا قوة الابالله[/SIZE]