في السابق عندما كنا نطرح القضية هنا أو هناك،سواء بتحقيق صحفي أو مقالة، نجد التفاعل الإيجابي من قِبل أصحاب القرار.. ونجد الردود الوافية الشافية لتلك المواضيع، بل إننا نجد سرعة الرد والتفاعل مع الموضوع المطروح والمراد معالجته..!!
"انعكست الآية" ــ كما يقال ــ في وقتنا الحاضر.. وانقلب "الـ........." على الكاتب.. والصحيفة..وأصبحت التهم تلاحق الصحيفة أينما حلّت وكيفما ذهبت.. بل إن الطعون بها والقائمين عليها أصبحت سمة هذا الزمن، والطعون بهذا الصحفي أو ذاك أوشكت أن تخرجه من الملة، وأن تكفره في أوقات عديدة، حتى إن بعضهم كُفِّر - مع الأسف -!!
حتى أن بعض الجهات الحكومية أو الهيئات أو المؤسسات ترمي بفشلها وتقهقرها على الإعلام.. وأن الإعلام سبب رئيسي لتخلفها وعدم أداء دورها بالشكل المطلوب، ولم تنظر للأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الفشل أو التراجع؛ حيث لا تنظر إلى تصرفات أفرادها والقائمين عليها.. لا تنظر إلى الأخطاء الفادحة التي ارتكبها العاملون بهذا القطاع الحكومي.. فقط تحاول أن تؤجج الرأي العام بأن سبب ما أصابها وشوَّه سمعتها هو ذلك المسكين المسمى "إعلام".
الإعلام يا سادة في زمننا الحاضر بخاصة يطرح السلب والإيجاب لتلك المؤسسات، ولا يعنيه الفرد، أي ليست القضية "شخصنه" الموضوع، أو هدفه تأجيج الرأي العام ضد جهة دون أخرى.
الإعلام هدفه الإصلاح.. والمشاركة الفاعلة مع المجتمع في نبذ العنف ودرء المفاسد، وطرح هموم المواطن وآلامه، والوصول إلى ما يرتقي بالمجتمع إلى الأفضل..
الإعلام يفتش عن السكوت على الكلمة الحرة الصادقة والايجابية لخدمة وطنه ومجتمعة ؛ فيكشفه للمسئولين؛ ليكونوا على بيِّنة ودراية بما يدور حولهم وبين ظهرانيهم.. الإعلام لا يرضى بأن تتكرر الأخطاء، سواء كانت طبية أو غيرها، أو تصرفات هوجاء من البعض ضد المرأة أو المجتمع برمته، وحين يكشف عنها ويطرحها لا يعني أنه ضد وزارة الصحة أو غيرها من الجهات أو الوزارات الأخرى بقدر ما هو ضد الفساد والتصرفات التي أوجعت ظَهْر المجتمع، وأدت بنا إلى التخلف والانكسارات..!!؟؟ لماذا ينظر البعض إلى طرح السلبيات إعلامياً على أنه من الأخطاء الفادحة التي لا يتوجب مسامحة الإعلام عليها؟.. وأين هؤلاء من التصفيق للإعلام حينما يطرح الإيجابيات؟.. هل من المنطق أن تكون جميع وسائل الإعلام مع المسئول دائماً؟..
مشكلتنا في مجتمعنا ـ مع الأسف ـ أن البعض لديهم أنانية طاغية في غالبية تصرفاتهم؛ فهم ترعرعوا على "الأنا".
انظروا لتصرفات هؤلاء البعض، كيف يتصرفون مع زوجاتهم وبناتهم وأفراد أُسَرهم.. ومع مجتمعهم..وفي المسجد والمدرسة؟.. وكيف يقودون سياراتهم؟..انظروا إلى تفاصيل الحياة اليومية.. ستجدون بكل أسف، وبصوت عال، أن "الأنا" طاغية و"فوبيا"النرجسية وحُبّ الذات تطغى على التعاون ومشاركة الغير وزرع الخير.. تطغى - مع الأسف - على مشاركة المجتمع..
ليتهم يعلمون ويدركون أن النجاح للكل، ولن يكون نجاحاً فردياً..!!؟
[COLOR=#FF0026] بندر ابن طريف المضيبري
كاتب صحيفة اضواء الوطن [/COLOR]
التعليقات 3
3 pings
25/11/2012 في 10:07 م[3] رابط التعليق
محق أخوي بندر بكلامك الدنيا الان معكوسة والشماعة لجميع الاخبار تسقط على الإعلام
كان الله بعونكم يااعلاميينا الممتازين
26/11/2012 في 8:53 ص[3] رابط التعليق
اشكرك اخ بندر بن طريف اعلامي معروف ويشهد لك التاريخ وكلامك فيه محله واتمنا لك التوفيق وتقبل مروري ولي الشرف ولي الشرف يوم شفتك هنا
26/11/2012 في 4:46 م[3] رابط التعليق
مقال جدا جميل
وكل ناطق اعلامي في الجهات الحكومية يأتي تصريحة دفاعا عن إدارته وليس لأيضاح المسببات والحلول
نتمنى زوال ظاهرة التلميع في الردود الملمعة