تُعدُّ الاتصالات والمعلومات بمثابة شريان الحياة في الاقتصاد الجديد، حيث غدت المعلومة المحور الأساس للنمو الاقتصادي.
وقد أصبح تحقيق طريق المعلومات السريع أمنية تسعى إليها كل الدول. ولكن، هناك أوجه اختلال خطيرة فيما يتعلق بفرص الوصول إلى المعلومات.
ففي عام 1990م كان عدد خطوط الهاتف المتوفرة في بنغلاديش والصين ومصر والهند وأندونيسيا ونيجيريا مجتمعة أقل منه في كندا التي يعيش بها (27) مليون نسمة فقط.
ومع الأسف الشديد يبدو أنَّ العالم الإسلامي لم يفقه بعد سر عصر الديجتال. بل إنَّ معظم الدول الإسلامية تعاني من قصور فاضح في الاتصالات والمواصلات، وذلك إذا قورنت بالدول الصناعية.
وما قاله ثابو مبيكي رئيس جنوب أفريقيا: أن بشراً لا يقل عددهم عن نصف البشرية لم يستخدموا الهاتف مرة واحدة في حياتهم. وحقيقة الأمر أنَّ هناك خطوطاً للهاتف في منهاتن أكثر مما يوجد منها في كل بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، وهذا ينطبق أيضاً على دول العالم الإسلامي في واقع الحال، وللأسف.
وإذا كان أصحاب الأمية الحاسوبية سيشكلون فائضاً عن الحاجة، وسيعانون من الأبرتهايد المعلوماتي، كما ذهب كاتب صحفي يدعى دافيد كلاين، من أنَّ المستقبل قد يكون بمثابة أرض العجائب لأقلية ممن تتاح لهم الموارد والقدرة على الحركة والتعليم العالي، وقد يكون في الوقت نفسه بمثابة عصور مظلمة لأغلبية المواطنين الفقراء غير الحاصلين على التعليم العالي والذين يوصفون بأنهم لا ضرورة لهم.
وما زال بوسعنا أن نتحدث عن الأبرتهايد المعلوماتي، فقد اتخذت القطبية الثنائية عدداً من الأشكال طوال القرن الماضي: الشرق والغرب، والشمال والجنوب، المتجهون إلى المستقبل والمتجهون إلى الماضي. ويمكن أن تضاف القطبية الثنائية المعلوماتية.
ومن ثم، فهل سيكون أبناء الأمة الإسلامية أول من سيسجل في هذه القائمة؟؟