إن فرحتنا بقدوم، عيدينا السنويان( الفطر، والأضحى المباركين) كان لهما وقع مُفرح لقلوبنا وعلى محيانا جميعاً، نحن المعاصرين، طيلة، سنوات قديمة. أما اليوم، فنكاد نجزم بأن هذين الـعـيدين، قد فقدا بالفعل بهجتهما وبريقهما، ومُعظم مظاهرهما، سوى، ما يتعلق بالأطفال، ممن هيأت لهم أسرهم، سُبل الإحتفال بهذين العيدين من خلال التجول بهم داخل الملاهي والألعاب المسلية، فيما أضحى جلّ شبابنا اليوم، ما بين نائمون في بيوتهم أو مُنشغلون بأجهزة، التواصل الإجتماعي التي بحوزتهم على مدار الساعة، أو مُشاهدون للتلفزة والفضائيات العالمية، أو مُتنقلون، بين الاستراحات، لقضاء مُعظم وقتهم، بما لا فائدة منه، بعكس، ما كان عليه، جيل الماضي حيث كان جميع أفراد المجتمع كباراً وصغاراً، رجالاً، ونساءً، وبعد تأديتهم صلاة العيدين، في المكان المخصص لذلك خارج البلدة عادةً، يتوجهون إلى منازلهم، لتناول شيئاً من الطعام، الذي صنعوه بأيديهم، ومن ثم يبدأون بمعايدة بعضهم البعض، وعلى مدار ثلاثة أيام، ولفترتين صباحاً، للرجال، ومساءً للنساء، مُرددين(عيدكم مبارك، ومن العايدين، وعساكم من عواده وكل عام وأنتم بخير ) علاوة على إقامة الحفلات، وما يتخللها من فنون شعبية وأهازيج مُسلية، ومُمتعة. هكذا كان أفراد، مُجتمعنا في ذلكمُ الماضي، الجميل، يفرحون بالعيد ويمرحون، بين جنبات بلدتهم، ويحمدون الله، ويشكرونه، على ما أنعم به عليهم من واسع فضله، واحسانه، ذلك لأن العيدين، في نظرهم، لم يكونا مُجرد لبس الثوب الجديد والركوب على الحديد على حد قول أحد خطباء صلاة العيد في ذلكم الزمن، وإنما يعني الشيء الكثير من مظاهر الفرح والبهجة والسرور فضلاً، عن التكبير والتهليل، ونبذ، الخلافات الشخصية والتخلص من الحقد والكراهية، بالإضافة للترويح عن النفس، بما هو مُباح ودونما تكلف، أو إسراف في شراء الحلويات، والأطعمة التي لاضرورة لها، فالعيدان، لا شك أنهما، من شعائر الإسلام وأن المجتمع المسلم ليجد فيهما كل ما يتيح، لأفراده، فرص تصافي، النفوس وتآلف القلوب والتعاون على البر والتقوى. يقول أحد المعارف بهذه المناسبة: كم، حز، في نفسي، ولأكثر من عيد وأنا استقبل التهنئة من بعض أبناء أخواني وهم أقرب الناس إليّ، من خلال رسائل مُختصرة، يرسلونها إليّ عبر جوالاتهم، والتي غالباً ما تكون مُكررة وخالية، من كل ما يُجسد معاني الإحترام والتقدير الذي يليق بمقامنا، ككلمة( ياعمي العزيز، عيدكم مُبارك. أبنكم فلان ) ولربما أنتم كذلك، من باب رفع العتب فقط، في الوقت الذي كان من الواجب عليهم القيام بمعايدتنا في منزلنا، لا سيما ونحن، قد بلغنا من السن عتيا، ومُقيمين في بلدة صغيرة، ومتقاربة المنازل، عدا ما في ذلك من صلة للرحم، قد حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف، لما فيها من أهمية بالغة وأجر عظيم، فما، أحوجنا نحن المسلمون للاهتمام، بهاتين الشعيرتين التي خصنا الله بهما، دون غيرنا من، الأمم الأخرى، والسعي، الحثيث لإظهارهما بالمظهر اللائق بهما، كما فعله أسلافنا الكرام، فوالله، لأن يقوم الشخص بمعايدة أقاربه، وجيرانه، وزملائه وأصدقائه، المتواجدون داخل بلدة واحدة أجمل، بكثير من القيام بمعايدتهم عبر أجهزة التواصل الإجتماعي والتي، لا يمكن أن تتجسد من خلالها المشاعر، الطيبة، الفياضة، بين الناس، طالما بعدت أجسامهم، وخلت، من المعانقة، والتقبيل والمُصافحة بالايادي، وتبادل التهاني والتبريكات، وفي جو، مُفعم بالمودة والفرح، والسرور. قال تعالى( وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ).
- فرع هيئة الصحفيين السعوديين بحفرالباطن يقيم ورشة “صناعة المحتوى الرقمي الهادف”
- على حساب الأخضر.. أوزبكستان يُتوَّج بلقب كأس آسيا للناشئين
- تعليم الطائف يؤهل 24 موجهاً صحياً لتدريب الكوادر التعليمية والإدارية بالمدارس
- الجيش الإسرائيلي: استهدفنا نائب رئيس الوحدة 4400 في حزب الله «حسين نصر» جنوبي لبنان
- وزارة التعليم: 170 مدرسة متوسطة تدرّس اللغة الصينية في المملكة
- “المسند”: لــو كانت الأرض كلها يابسة لأصبح النهار لافحًا لا يطاق من شدة الحر
- تحذيرات طبية من عادة تنظيف اللسان وتأثيرها على صحة القلب
- “هيئة النقل” : إصدار 180 شهادة تأهيلية للقطاع البحري خلال الربع الأول من 2025
- ضبط مقيم مخالف لتلويثه البيئة بتفريغ مواد خرسانية في الشرقية
- 4 خطوات .. “الدفاع المدني” يوضح الطريقة الصحيحة لاستخدام مطفأة الحريق
- ديوان المظالم يطلق حزمة جديدة من الخدمات الرقمية عبر (توكلنا)
- الخضيري: تنظيف القولون قد يسبب أضرارا للجسم
- خالد النمر: ارتجاع المريء من مسببات خفقان القلب
- “الأرصاد”: دراسات مناخية دقيقة لدعم نجاح الفعاليّات
- “فلكية جدة”: التربيع الأخير لقمر شهر شوال يزيّن السماء اليوم
29/03/2025 5:07 م
بقلم - عبد الفتاح أحمد الريس
0
182461
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3637315