في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة , انطلق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى مكة المكرمة , من أجل أداء مناسك العمرة والحج (حجة الوداع) . خرج معه حوالي مئة ألف من الرجال والنساء . في ذلك الوقت كانت مكة المكرمة تعيش وراء التاريخ , (بواد غير ذي زرع) , وعدد سكانها لا يتجاوز الخمسة آلاف نسمة . لكم أن تتصوروا كيف يكون الحال , عندما يتدفق على (القرية) الصغيرة فجأة وبدون مقدمات , ما يقرب من عشرين ضعف عدد السكان . كيف سوف يكون وضع قطاع الخدمات والتموين والإمداد والصحة (الوضع الإنساني) . قس على ذلك في منى ومزدلفة وعرفة , كل ذلك يتم وفي أيام معدودات . لا أعرف إذا كان أحد من الصحابة أو التابعين أو من تبعهم بإحسان على مر العصور , قد اشتكى من نقص في المشرب والمأكل والملبس , أو الازدحام أو حتى النظافة ؟! . لقد فهموا المعنى الروحي للحج والعمرة على أكمل وجه (فلا رفث ولا فسرق ولا جدال في الحج), لقد شغلتهم عيوبهم عن النطر في عيوب الآخرين . فما بالك فيمن يتصيد الأحطاء والزلات ويبني عليها مواقف ؟! . العالم الإسلامي ليس على قلب رجل واحد حتى نحاسب هذا أو ذاك , هناك العديد من المذاهب والطرق والملل والنحل منها ما هو قريب أو بعيد عن الإسلام , وحكومتنا الرشيدة تعلم ذلك جيدا ولا تتدخل فيها حفاظا على وحدة الصف . ثم يأتيك من يشكو من الزحام والتدافع وبعض التصرفات الفردية الغريبة أو الخاطئة , بل تجد البعض يطالب بمنع وجبات الإفطار المجانية , نتيجة تهافت البعض عليها وما يحصل من تدافع وفوضى وإهدار النعم ؟! , بل ويطالب بأن يكون توزيع الوجبات في ساحة بعيدة عن الحرم . والأسوأ من ذلك كله تجد من يطالب بمنع توزيع الوجبات والاقتصار على التمر والماء , دون مراعاة لظروف المعتمر القادم من السفر , ويعاني من التعب والإرهاق والجوع وقد تجده لا يملك ثمن وجبة الطعام , وقد دفع تحويشة العمر من أجل العمرة أو الحج , ثم فوق ذلك كله يريد البعض أن يزيد من معاناتهم ؟! , والأسوأ من ذلك المطالبة بإعادة النظر في أعداد المعتمرين , حتى تحقق العمرة أهدافها من اليسر والراحة ؟! . حقا حلول كارثية سوف قد تجلب على البلد حكومة وشعبا الكثير من المشاكل التي نحن في غنى عنها وبمثابة (الهروب إلى الأمام) , منطقة الحرم المكي ليست قاعة أو ملعب كرة قدم , يمكن تحديد أماكن فيها للطعام أو الجلوس أو تحديد الأعداد (التذاكر) , أو وضع ضوابط تقيد تحركاتهم مع وجود الحلول . منطقة الحرم مكان شاسع جدا (مدينة) , يمكنها أن تستوعب الملايين من البشر . إن هذه الدعوات تمثل فرصة للأعداء كي يطالبوا بتدويل الحرمين الشريفين , ويتهمون فيها الدولة بالعجز أو التقصير في إدارة الحرمين . الدولة أعزها الله منذ عقود والحرمين الشريفين عبارة عن ورشة عمل (التوسعة) وما زالت , أعطيني أي مكان ديني أو حتى أي مشروع في العالم ما زال يتوسع ويتمدد أفقيا ورأسيا منذ عقود إن لم يكن يتقلص أو يغلق ؟! . لقد تحول الحج كما يقول الشيخ الشعراوي ــ رحمه الله ــ إلى رحلة سياحية (تمشية) , نتيجة الجهود الجبارة التي تبذلها الدولة في خدمة الحجاج والمعتمرين . بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 أصبح الإسلام الدين الأكثر انتشارا في العالم . هذا بدوره سوف ينعكس على تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين . وهذا يتطلب إيجاد حلول تكنولوجية وتقنية , وتوظيف آخر ما توصل إليه العلم في فن إدارة الحشود (الزوار , المرور , الإمداد والتمويل , الرقابة ..إلخ) . المسجد الحرام استقبل في ليلة ال (27) من رمضان أكثر من ثلاثة ملايين وأربعمائة ألف مصل (رقم قياسي) ، ويمكن مضاغفة هذا العدد في المستقبل المنظور . إن الحل يكمن في التوسع الرأسي وبالذات في الطواف والساحات وحتى المسعى ، وسوف يساهم ذلك في تذليل المصاعب والتغلب على الكثير من المشاكل والتحديات (الطاقة الاستيعابية) . في موسم الحج إلى نهر الغانج في الهند يبلغ عدد الحجاج حوالي (25) مليون ويستمر لمدة (45) يوم وليس في أيام معدودات , بل ويصل العدد إلى (600) مليون شخص في ختام المهرجان (الغطس) , يعني ثلث سكان الهند , ويتم فيه تقديم الطعام والعديد من الفعاليات الثقافية ؟! . أثناء زيارة بابا الفاتيكان "فرنسيس" للفلبين خرج وعلى غير موعد في استقباله أكثر من خمسة ملايين نسمة (القداس) , الرئيس الفلبيني آنذاك "دوتيرتي" أطلق على البابا فرنسيس لقب (إبن العاهرة) ؟! , نتيجة تغاضي "البابا" عن جرائم الاغتصاب التي يتعرض لها ألوف الأطفال من قبل القساوسة !! . أعتقد أن حل مشاكل الحج والعمرة على المدى البعيد (المستقبل) , وبالتالي القدرة على استقبال مليون معتمر يوميا طوال العام , يكمن في إقامة مطار دولي عالمي قريبا من مكة المكرمة , ومدينة للحجاح (أبراج) تتسع للملايين من الحجاج والمعتمرين , وهذه المدينة يجب أن تتوفر فيها الأسواق التجارية والمولات والحدائق وكل الخدمات والمرافق , وترتبط بالحرم المكي بمترو أنفاق تحت الأرص وآخر فوق الأرض , وبطرق مواصلات سريعة , هذا يمكن أن يخفف من الضغط الحاصل على مكة المكرمة , فلا يشعر الناس باي فرق يذكر عن الأيام العادية . هذه المدينة يمكن عرضها على المستثمرين في البلاد الإسلامية أو الاكتتاب , وسوف يكون لها مردود اقتصادي هائل لا يقل أهمية عن النفط , وسوف نتطرق إلى ذلك في مقال آخر .
- أمانة القصيم تعلن جاهزيتها القصوى استعداداً للحالة المطرية المتوقعة
- ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 51.240 شهيدًا والإصابات إلى 116.931
- وزارة الصناعة توجّه 1226 إنذارًا لمواقع تعدينية خالفت نظام الاستثمار
- حداداً على وفاة البابا فرنسيس.. تأجيل مباريات الدوري الإيطالي
- “الدفاع المدني” يتفاعل مع “الإنذار الأحمر” وينبه سكان 4 مناطق : تجنبوا تجمعات المياه
- أمانة الشرقية تنظم معرض الابتكار والإبداع تزامناً مع اليوم العالمي للابتكار والإبداع
- الأونروا: لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني
- أمانة الشرقية: إطلاق مشروع لتركيب أعمدة إنارة في الصرار
- تطويرات عمرانية شاملة في جامع رنية الكبير
- بتوجيه أمير منطقة الباحة .. انطلاق قافلة الحياة الصحية التطوعية الاستشارية في نسختها العاشرة
- تزامناً مع أسبوع البيئة العالمي.. مدير مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة بالقنفذة يُدشن معرض البيئة
- تعليم الطائف يطلق غداً دوري المدارس
- براعم و ناشئو الأغر في رنية يتألقون في بطولة الغربية للكاراتيه ويتأهلون لبطولة المملكة للنخبة
- طقس اليوم.. “الأرصاد”: هطول أمطار غزيرة تؤدي إلى جريان السيول بهذه المناطق
- فرع هيئة الصحفيين السعوديين بحفرالباطن يقيم ورشة “صناعة المحتوى الرقمي الهادف”
27/03/2025 9:42 م
بقلم ـ فوزي محمد الأحمد
0
188221
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3637151