سؤال يتردد كثيرًا مع اشتداد الضربات الأمريكية التي تستهدف جماعة الحوثي، وسأجيب عليه من وجهة نظري وبناءً على شواهد من الواقع، بدايةً من تصريح وزير الدفاع الأمريكي هيغسيث الذي قال فيه: نحن لا نهتم بما يحدث في الحرب الأهلية اليمنية، بل يتعلق الأمر بوقف استهداف الأصول في هذا الممر المائي الحيوي لإعادة فتح حرية الملاحة.
تصريح واضح ومحدد، بل ودليل قاطع على أن الحوثي ابن أمريكا العاصي بمعنى: "افعل ما تشاء في اليمن هذا شأنك ونحن راضون عنك ولكن مشكلتنا معك هي الممرات المائية فقط"، وهذا تكذيب لكل الزوبعة الأمريكية منذ سنوات مضت بأنها ضد الحوثي وضد انقلابه على الدولة والحكومة وقتاله لها لأكثر من عشر سنوات.
وضحت الآن الفكرة أن أمريكا لا شأن لها بالداخل اليمني ولا يهمها من سيحكم كما يعتقد البعض وكل تصنيفات جماعة الحوثي سابقًا تدل على أنها تريد إخضاعهم لأمور تجري بينهما وراء الكواليس، وليس كما يعتقد البعض أنها جراء انقلابهم على الشرعية.
أما فيما يتعلق بما يحدث الآن وما سيحدث، فلا شك أن أمريكا شدت عزمها على إيذاء الحوثي وتأديبه باستهداف رؤوس لها ثقل في الجماعة وإذا لم تعتدل الجماعة بشكل عام فربما يصل الأمر إلى زعيمهم عبد الملك ويُقصف رأسه.. وهذا ما استشعرت به الجماعة مؤخرًا حيث بدأت ولأول مرة بترشيح شقيقه الأكبر "محمد بدر الدين" بديلاً له تحسبًا لاستهدافه في أي لحظة.
الحوثي ككيان بشكل عام ستبقي عليه أمريكا وتحرص على بقائه في خاصرة دول الأقليم، وسبق ان انقذته في أكثر من موقف ومنها ايقاف قوات العمالقة من على بعد امتار من ميناء الحديدة، ولكنها ستؤدبه كما أسلفنا، وستوجعه إن تمرد حتى وإن اضطر الأمر لتصفية قيادته الطائشة والإتيان بقيادة أكثر مرونة وتكيفًا مع الأحداث التي تطرأ في المنطقة وإلا لو كانت جادة في إسقاط الحوثي ككيان لقامت بالتنسيق مع تشكيلات الشرعية قوات حراس الجمهورية والعمالقة الجنوبية والجيش الوطني، ووفرت لهم الغطاء الجوي والحماية الدولية وفي أقل من أسبوع ستتهاوى قوات الحوثي وتصبح صنعاء محررة، ولكن هذا لن يحدث إلا بعزم اليمنيين أنفسهم بعيدًا عن عالم النفاق.
عبدالله الحنشي
كاتب وصحفي يمني
#عدن