يُعدّ شهر رمضان شهر العبادة والتقرب إلى الله، إلا أنه أصبح لدى البعض موسماً للإسراف والتبذير، حيث تكثر الموائد وتمتلئ بأصناف متعددة تفوق الحاجة الفعلية للأسرة وهذا السلوك يؤدي إلى استنزاف ميزانية الأسرة بشكل غير مبرر، مما يثقل كاهل رب الأسرة.
إن التفاخر والمباهاة في إعداد الموائد العامرة بأنواع الأطعمة والمشروبات أصبحت عادة منتشرة عند بعض فئات المجتمع، حيث يُعدّ تحضير الولائم الضخمة نوعًا من المجاملات الاجتماعية، غير أن هذه العادة تؤدي إلى هدر كميات كبيرة من الطعام في حين أن هناك من يعاني من قلة ذات اليد ولا يجد ما يسد به جوعه.
كما أن الإفراط في تناول الطعام لا يؤثر فقط على الوضع المادي للأسرة، بل له أضرار صحية كبيرة مثل زيادة الوزن والمشاكل الهضمية مما يتعارض مع الهدف الأساسي للصيام، وهو تهذيب النفس وتعويدها على الاعتدال والقناعة.
لذلك، ينبغي علينا أن نعود أنفسنا على الاقتصاد في الإنفاق، والاعتدال في إعداد الطعام، وعدم شراء ما يفوق حاجتنا، فالمسلم الحقيقي هو من يحفظ النعم ولا يبذرها، ويتذكر أن هناك من هم بحاجة إليها.
مدارات النعم وحفظها وإكرامها بالشكر يديمها، فمن شكر الله على رزقه زاده وأكرمه، ومن أسرف وبذّر فقد جلب لنفسه زوال الخير وضياعه.
بقلم: سلمان المشلحي