شهدت القاهرة أول يوم أمس الثلاثاء الرابع من مارس انعقاد القمة العربية الطارئة التي جاءت في ظل تطورات متسارعة تشهدها القضية الفلسطينية لا سيما ما يتصل بالأوضاع في قطاع غزة وقد شارك في القمة عدد من القادة والزعماء العرب حيث مثّل المملكة العربية السعودية وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله الذي ألقى كلمة المملكة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان
في كلمته أمام القادة العرب شدد وزير الخارجية السعودي على مواقف المملكة الثابتة تجاه القضية الفلسطينية مؤكدًا رفض المملكة التام لأي محاولات تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه واعتبار ذلك انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وجريمة ضد الإنسانية كما جددت المملكة دعمها الكامل لخطة إعادة إعمار غزة مع ضرورة تنفيذها بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية وبما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويخفف من معاناته وأكدت المملكة التزامها بمبادرة السلام العربية لعام ألفين واثنين باعتبارها الحل الأمثل لتحقيق السلام العادل والشامل من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو عام ألف وتسعمئة وسبعة وستين وعاصمتها القدس الشرقية كما استنكرت المملكة الإجراءات الإسرائيلية التي تعمّق معاناة الفلسطينيين بما في ذلك الحصار المفروض على غزة وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية واعتبرت ذلك انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني
خلصت القمة إلى عدد من القرارات المهمة التي تجسد وحدة الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية حيث تم اعتماد الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة مع التأكيد على ضرورة تنفيذها دون المساس بالحقوق الفلسطينية كما أكد البيان الختامي الرفض القاطع لأي مخططات ترمي إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم واعتبر ذلك جريمة ضد الإنسانية تستوجب التدخل الدولي وجدد القادة العرب التزامهم بحل الدولتين كخيار استراتيجي لتحقيق السلام وضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية كما دعا البيان المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية إلى الإسراع في تقديم الدعم اللازم لخطة إعادة إعمار غزة للتخفيف من الأزمة الإنسانية التي يواجهها الشعب الفلسطيني وأدان السياسات الإسرائيلية الرامية إلى تقويض جهود السلام بما في ذلك الحصار المفروض على غزة ومنع دخول المساعدات الإنسانية وانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة
جاءت هذه القمة في توقيت حساس لتعكس وحدة الموقف العربي في دعم القضية الفلسطينية وتؤكد على مركزية فلسطين في وجدان الأمة العربية كما وجّهت القمة رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي مفادها أن تحقيق السلام العادل لا يكون إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وفق قرارات الشرعية الدولية وتظل القضية الفلسطينية حجر الزاوية في العمل العربي المشترك حيث تؤكد المملكة العربية السعودية بدورها التاريخي التزامها الدائم بدعم الأشقاء الفلسطينيين في نضالهم المشروع لنيل حقوقهم وإقامة دولتهم المستقلة