تُعد النرجسية من المفاهيم النفسية التي تثير جدلًا واسعًا في الأوساط الأكاديمية والاجتماعية فهي ليست مجرد صفة شخصية بل يمكن أن تصل إلى حد الاضطراب النفسي الذي يؤثر على العلاقات الاجتماعية والمهنية وهنا سنناقش مفهوم النرجسية وأنواعها وأسبابها وتأثيرها على الأفراد والمجتمع.
أولاً ما هي النرجسية؟ النرجسية هي قناعة متغلغلة داخل الشخص تؤدي إلى الإفراط في حب الذات والشعور بالتفوق على الآخرين وهي سمة قد تكون طبيعية في حدود معينة لكنها تصبح مشكلة عندما تتجاوز الحد الطبيعي ويصبح أثرها ليس فقط سلبي وإنما هدّام يعجز فيه صاحبه عن إصلاح ما أفسده غروره وتكبّره.
والنرجسية نوعين نرجسية علنية وأخرى خفيّة فالعلنية أن يُظهر الشخص مشاعر العظمة والتفاخر المفرط بإنجازاته ويبحث دائمًا عن الإعجاب من الآخرين أما النرجسية الخفية فيتميز صاحبها بحساسية مفرطة عند إنتقاده رغم عدم إظهاره لنرجسيته بشكل علني.
ومن دلالات النرجسية السعي المستمر للحصول على الإعجاب والتقدير وإبداء قلة التعاطف مع مشاعر الآخرين فيتفاقم الاستغلال العاطفي والاجتماعي للآخرين لتحقيق مكاسب شخصية بحتة ترفض حساسية النرجسي المفرطة نقدها أو الأعتراض عليها.
أما تأثيرها على المجتمع فيتمحور في زيادة معدل المناكفات والمشاحنات بين الأشخاص سواء في بيئة العمل أو حتى في بيئة العلاقات الشخصية فتدفع هذه السلبيات النرجسيون إلى التسبب في اتخاذ قرارات غير مدروسة هدفها الوحيد تحقيق مصالحهم الشخصية التي لا علاقة لها إطلاقاً بالصالح العام.
أختم بأن النرجسية سمة نفسية يمكن أن تكون إيجابية إذا ظلت في إطار الثقة بالنفس لكنها قد تتحول إلى اضطراب مدمر إذا زادت عن حدها لذا فإن التوعية بالنرجسية وفهمها يساعد في تحسين التعبير عنها والحد من آثارها السلبية على الأفراد والمجتمع.