العلاقات الأسرية والإجتماعية تلعب دورًا محوريًا في حماية صحة الإنسان النفسية، وتعزيز شعوره بالاستقرار والأمان ، فالإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يهتم بالدرجة الأولى بالعلاقات الاجتماعية والمشاركة مع الآخرين لتحقيق التوازن النفسي ، و لحماية الصحة النفسية للفرد والمجتمع.
الأسرة هي اللبنة الأساسية والتي يشعر فيها الفرد بالأمان والانتماء، مما يعزز ثقة الإنسان بنفسه، ويقلل من مشاعر الوحدة أو العيش على هامش الحياة ، كما تساعد في بناء شخصيته لمواجهة تحديات الحياة ، في الأوقات الصعبة والأزمات التي يمر بها مما يخفف عنه التوتر والقلق النفسي، والتي عادةً ما تؤثر على الصحة النفسية ومن ثم الحالة العامة لحياته.
فعندما يتعاطف المجتمع والأسرة والعائلة الكبيرة ويشعرون بمشاعره فإنها تُطوقه بسياج قوي ومانع، لحمايته من الوحدة والضياع في متاهات الظُلمة، مما يزيد من ثقته في نفسه ويجعله يندمج مع المجتمع بشكلٍ عام، وينمو لديه الإحساس بالأهمية والقيمة والدور الذي يعيشه بينهم من خلال تكوين العلاقات مع الأصدقاء والأسرة، كعلاقات مهمة لها دور كبير في الطمأنينة والاستقرار النفسي ، فهي فرصة عظيمة للتواصل وتبادل المشاعر بين الفرد والمجتمع والبيئة التي يعيشها الإنسان حيث تساعد على التقليل من مشاعر العزلة ، فالانخراط في الأنشطة الإجتماعية، تُعزز القيمة بالشعور بالهدف والانتماء وتزيد من تحسين الحالة المزاجية للوقاية ضد الاضطرابات النفسية ، فكل ذلك من الوسائل المنعشة للحياة الطبيعية في التعامل مع ضغوط الحياة اليومية، والأزمات و التحديات العملية والنفسية فعندما يشعر بأن هناك من يهتم له ويقف بجانبه لتخفيف تلك الأعباء فإن ذلك يعزز الجانب الإيجابي مما يجعله قوياً لمواجهتها.
فالأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات أسرية واجتماعية قوية هم الأكثر استقرارًا وإستمتاعاً بها ، ولديهم القدرة العجيبة على تحقيق التوازن بين الجوانب العاطفية والنفسية، وكل هذا بسبب تشبع الإنسان بالعاطفة من الحب والاهتمام والتواصل الفعال ليجعل الفرد أكثر تحكماً وعقلانية في حل الكثير من النزاعات وقضاء الأوقات الماتعة مع الأسرة والأصدقاء والمشاركة في الأنشطة الإجتماعية والتي تساعد حتماً على تعزيز الإحساس بذلك ، مما يوفر الحماية للفرد ومن ثم المجتمع الكبير من الآثار السلبية للضغوط النفسية.
بقلم : عائض الشعلاني