يعتبر المعلم الحجر الأساس في العملية التعليمية، وفي التربية البيئية بشكل خاص، فمهما وضعنا من مناهج، ومن كتب مدرسية، ومبانٍ جيدة، وأدوات وتجهيزات مناسبة، وكان المعلم مُعدًا إعدادًا ساذجًا، فلا أمل في أن تؤدي جهوده ثمارًا جيدة، والمعلم الناجح في ميدان التربية البيئية هو ذلك المعلم الذي يضع التلاميذ في مواقف ومشكلات تتحداهم، بحيث تكون هذه المشكلات في مستوى التلاميذ.
يقول د. محمد سعد الدين في كتابه (التلوث الضوضائي والتربية البيئية): إن دور المعلم هو دور الموجه والمرشد وليس الملقن.
فعلى المعلم أن يستثير اهتمامات طلابه نحو بيئتهم، وعليه أن يناقش خُطط ومشكلات الموضوع البيئي الذي يتصدى لتدريسه لهم، وينظم عملهم في مجموعات عمل بحسب ميولهم وقدراتهم واستعداداتهم، وعليه أن ينظم الزيارات الميدانية والدراسات الحقلية، ويعد الخرائط والجداول والأجهزة اللازمة، مع تشجيع الطلاب ببذل الجهد والتفاعل مع البيئة.
وعلى المعلم أن يسهم في مشروعات خدمة البيئة، وفي التفاعل الإيجابي المثمر معها؛ حيث إن المدرسة هي جزء لا يتجزأ من هذه البيئة.
وعلى المعلم أن يسهم في إعداد صحف الحائط، وإنشاء مكتبات، وإصدار مطويات تعريفية تعنى بشؤون البيئة، وتشكيل نوادي، وجمعيات، ولجان أصدقاء البيئة، ودعوة الطلاب للانضمام إليها.
إن معلمًا يطلب إليه تحمل هذه المسؤوليات ينبغي أن يعد الإعداد المناسب، فالمعلم هو ركيزة أساسية في العملية التربوية البيئية، والقضية هنا ليست معرفة المعلمين للأهداف والمناهج، بل يتعدى ذلك إلى تزويدهم بالخبرات، والوسائل المناسبة.
إن العالم اليوم يتجه إلى الاهتمام بإعداد المعلمين قبل الخدمة وأثناءها في مجال التربية البيئية، فأصبح مقررها من ضمن المقررات التي يقدم للطلبة في الجامعات، ومن ثَمَّ فلا بد من الآتي:
1- إعداد معلمي المستقبل، وتزويدهم بالمعلومات الأساسية عن مختلف العلوم البيئية.
2- تنمية وعي المعلمين بالمشكلات البيئية؛ لمساعدتهم على تكوين اتجاهات عند طلابهم تجاه القضايا البيئية.
3- التنسيق المشترك فيما بين المعلم والطلاب يحقق تنفيذًا مناسبًا لبرامج التربية البيئية.
4- توطيد العلاقة بين المحتوى المادي للبيئة والنواحي الاجتماعية والاقتصادية والنفسية.
ومن ثَمَّ، فعلى المعلم أن يطلب إلى المتعلم أن:
أ- يشارك في العمل البيئي بمختلف مراحلة.
ب- يعرف دوره ومسؤولياته في ذلك العمل.
ج- يعتمد على نفسه في إطار التعاون مع المجموعة.
د- يقبل العمل المتفق مع ميوله واهتماماته.
وختامًا أقول:
إن برامج التربية البيئية بمختلف موضوعاتها تريد أن تجعل المتعلم فضاء حيويًّا لحياة الإنسان وتوازنه، ويشعر بالمشكلات التي تعرض البيئة لها، والقضايا المعاصرة التي تطرح في مواجهة آثار الإنسان وإنتاجيته واستهلاكه.
والطالب سيدعو - كما المعلم - للمشاركة في جميع نشاطات البيئة، من ندوات ومحاضرات، وحملات توعوية، وحماية البيئة، والجمعيات البيئية، والرحلات الخلوية، فهم أمل المستقبل الزاهر، إذا أحسن استخدام مواهبهم ومهاراتهم، وتوجيهها الوجهة الصالحة النافعة لأنفسهم وبيئاتهم.
للتواصل : zrommany3@gmail.com
أ . د / زيد بن محمد الرماني ــــ المستشار الاقتصادي
وعضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية