زاملت الأستاذ الفاضل عبد الرحمن بن أحمد الدهري - رحمه الله - قبل أن يكون مديًرا عاًما للتعليم عدة سنوات منذ تعييني بالإدارة عام 1394هـ؛ حيث كان يعمل في التفتيش الإداري، وكان رجًلا أديًبا يتمتع بالأخلاق الفاضلة، ومعروف ٌبكرمه، وتواضعه، وحسن معاملته، وجودة أسلوبه. كان الأستاذ عبد الرحمن الدهري نجما ساطعا ورجلا من رواد التربية والتعليم في المنطقة، ومن أعلام الفكر الأدبي، وكنزا من كنوز المعرفة، ُعرف عنه عفة اللسان، وسلامة الوجدان، وصفاء السريرة، وأصالة الانتماء، وحب الآخرين طيلة عمله في التفتيش الإداري. عندما ُعين - رحمه الله - مديرا عاما للتربية والتعليم كان جديرا بهذا التكليف، فكان الرجل المناسب في المكان المناسب، وقد عملت معه طيلة فترة عمله ومنذ توليه مديرا عاما للتعليم، فكان يعامل الجميع كإخوة وأصدقاء، وكان يعمل معهم بروح الفريق الواحد في تواضع واحترام جم، الجميع يعتبره أبا له، استقطب بحسن خلقه وتعامله العديد من القيادات التربوية المؤهلة وأصحاب الخبرة حتى أصبحت الإدارة في عهده أنموذجا يحتذى به على مستوى ا لمملكة ، و يشيد بذلك كل من زار المنطقة من الوزارة ، كان إداريا ناجحا ومتمرسا من خلال تجربته الطويلة في الميدان التربوي، ناهيك عن عمله مع العمالقة في التربية والتعليم الذين تزخر بهم الإدارة في تلك الفترة، رحم الله من مات منهم وأدام الصحة وحسن الخاتمة لمن تبقى على قيد الحياة. أدار العمل في مختلف المجالات التربوية والاجتماعية والثقافية وغيرها بصمت واقتدار، في عهده كان للميدان التربوي والتعليمي تميز كبير؛ وذلك من خلال الأنشطة والفعاليات الرياضية والاجتماعية والثقافية التي حظيت المنطقة بمراكز متقدمة في مختلف المجالات، وهذا ما أشاد به معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن أحمد الرشيد وقتئذ -رحمه الله- أثناء زيارته للمنطقة، لقد كانت الإدارة في عهده منب ًرا ثقاف ًيا وإعلام ًيا واجتماع ًيا؛ تشارك في كل المناشط، وتتعاون مع كل الجهات الحكومية، فقد كان يعمل ليل نهار في خدمة التربية والتعليم، وهذا ما لمسته منه كمشرف في قسم التوجيه والإرشاد، ومدي ًرا لشؤون الطلاب، وأذكر في إحدى اللقاءات في الوزارة )لقاء رؤساء شؤون الطلاب( حيث أشاد سعادة وكيل الوزارة المساعد لشؤون الطلاب الدكتور محمد بن سعد العصيمي، وضرب بالباحة مثالاً، وقال: "أنه على مدى عملي في الوزارة لم يصلني أي مشكلة من تعليم الباحة، فهي تحل المشاكل بأسلوب تربوي وخبرة من مدير ناجح". ومن المواقف التي مرت عل ّي بعد حصولي على درجة الماجستير في عام 1410هـ، أنه صدر قرار نقلي إلى مكة المكرمة بنا ًء على طلبي فاستدعاني - رحمه الله - إلى مكتبه، وطلب مني العدول عن النقل لما لمسه من إخلاص وجد في تأدية عملي، وقال: "ما دمت مدي ًرا للتعليم فآمل بقاءك معي"، وأقنعني بالعدول عن النقل، كان يحب الجميع طيلة عمله معنا، ولا أعلم أنه قام بأذية أي معلم أو موظف في التعليم. ترجل الأستاذ عبد الرحمن الدهري - رحمه الله - نظامياً بعد مسيرة عطرة تبقى له مدى الحياة، وأسعدني خطاب معالي وزير المعارف آنذاك الذي قال فيه: "يسرني ونحن نودعك اليوم بعد خدمة حافلة بالج ّد والعطاء أن أبعث لك باسمي واسم زملائك في جهاز الوزارة، وفي إدارات التعليم بخالص الشكر والتقدير على ما بذلته خلال سنوات خدمتك وما قدمته من جهود موفقة للإسهام في مسيرة التربية والتعليم في بلادنا العزيزة، مع دعواتي لك بالتوفيق والسعادة في مستقبل أيامك، أرجو أن يستمر التواصل بينك وبين زملائك وإخوتك في الوزارة، ولك خالص تحياتي وتقديري، وزير التربية والتعليم آنذاك محمد بن أحمد الرشيد - رحمه الله - ". تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، وبجميل عفوه وغفرانه، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
- إطلاق منصة Saudi Minds لدعم وتمكين العقول الوطنية المبتكرة بالمملكة
- الفيفا يتيح فترة انتقالات استثنائية للأندية المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية 2025
- وزير الصحة يدشن «منظومة التحفيز» لحوكمة «التطوع الصحي»
- “سدايا” تحدّث سياسة مشاركة البيانات لتحقيق تكامل الجهات الحكومية
- غداً الجمعة انطلاق ملتقى القصيم الثالث لنوادر الأغنام الحرية بعقلة الصقور
- هيئة الطرق توضح معايير ومواصفات اللوحات الإعلانية الإلكترونية حسب كود الطرق السعودي
- أول فريق نسائي من مفتشي البيئة بالمملكة يتمم الدورية رقم 5 آلاف في محمية الأمير محمد بن سلمان
- «السياحة» تعلن تجاوز إنفاق الزوار القادمين إلى المملكة 92 مليار ريال خلال النصف الأول من العام الحالي
- “الجنيس واللاوصفية والمبتكر”.. نسبة المشاركة في دفع قيمة الأدوية يكشفها “الضمان”
- انتقال اختصاص نظر قضايا العمالة المنزلية ومَا في حكمها إلى المحاكم العمالية بوزارة العدل
- الغذاء والدواء تضبط 186 منشأة مخالفة و12 ألف منتج خلال شهرين
- بلدية محافظة ضريه تبدأ بأعمال إنشاء ميدان أسماء الله الحسنى في المحافظة
- بموافقة الملك.. التركي والشمسان إماميْن للحرم المكي وبرهجي والقرافي لإمامة المسجد النبوي
- “البيئة” تؤكّد أهمية التوسّع في الزراعة العضوية بدون تربة
- لصحة عقلية أفضل.. ينبغي تأخير الهاتف الأول للطفل لما بعد سن 6 أعوام
03/10/2024 7:27 م
الدكتور / علي بن أحمد الحفاشي
0
24826
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3618369/