طرقت هذه الكلمات أذني، أو قد أكون قرأتها يومًا، ولكن لا أعلم لمن ومتى؟
هذه العبارة وأمثالها ليس لها مكان في حياة المسلم الحق.كيف ذلك؟
لقد وضع الله لنا خارطة طريق نسير بها في هذه الحياة، ونمضي معها بكل سلاسة، وبكل هدوء، وبكل أريحية.
حياة المسلم مرتبة ترتيباً عجيبا، فلو جمعت علماء الأرض، وقلت لهم رتّبوا لي حياتي كي أعيش بسعادة، لعجزوا لأنّ الذي يرتب حياة المسلم هو الذي خلق الحياة والموت، وهو أعرف بشؤونهم وأعرف بمصدر الحياة الطيّبة، فمن أراد الحياة الطيبة ما عليه إلا أن يتأمل في قوله تعالى : ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ .
فحياة المسلم المتّبع للكتاب والسنة لها مخطط كامل رباني وضعه من بيده ملكوت السموات والأرض .
دعونا نذكر شيء منها لا أعلم من أين أبدا ، لأنّ محاسن الدين الإسلامي كثيرة وجميلة، ولكن دعونا نبدأ بالإستيقاظ من النوم صباحاً، يقول عند الإستيقاظ من النوم : "ما ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْيَانَا بَعْدَ ما أمَاتَنَا وإلَيْهِ النشور )
ثم ينهض ويتّجه إلى مكان الوضوء، فيدخل برجله اليسرى ، ويقول :( أعوذ بالله من الخبث والخبائث ) ويخرج برجله اليمنى ، ويقول :( غفرانك ). ثم يتوضأ الوضوء الكامل. إنّه دين جميل يهتم حتى بالنظافة، وعندما يخرج من بيته يقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :( من قال إذا خرجَ من بيتِهِ بسمِ اللَّهِ توكَّلتُ على اللَّهِ ولا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللَّهِ يقالُ له هديتَ وكُفيت ووُقيتَ فيتنحَّى عنه الشَّيطانُ ويقولُ شيطانٌ آخرُ كيفَ له برجلٍ هُديَ وكُفيَ ووُقي ) . ثم يتجه إلى المسجد ويقول كما روى البخاري في صحيحه من حديث ابن عباس رضي الله عنه أنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : (اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وفي بصري نورا …. إلى آخر الحديث . ثم يدخل المسجد بالرجل اليمنى ، ويخرج بالرجل اليسرى ويقول كما قال النبي صلى وسلم : ( إذا دَخَلَ أحَدُكُمُ المَسْجِدَ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لي أبْوابَ رَحْمَتِكَ، وإذا خَرَجَ، فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ مِن فضلك ) صحيح مسلم
ثم هنالك خمس صلوات في اليوم ، والليلة لها أوقات محددة بدقة .قال تعالى :" إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا "
ومن قوّة ارتباط المسلم بدينه، وصلاته إذا أراد أن يلتقي بأحدٍ يقول له نلتقي بعد العصر، أو بعد العشاء، إنه ارتباط فائق الجمال بين المسلم وخالقه سبحانه وتعالى.
كذلك ديننا الإسلامي العظيم يبيّن لنا كيف نبيع ، وكيف نشتري، وكيف نحذر من الربا، وكيف نتعامل مع الناس، وكيف نحفظ أبصارنا، وألسنتنا ، وجوارحنا، وبيّن لنا حقوق الوالدين، وحقوق الأرحام والجيران، ولا يزال هناك الكثير والكثير ، ولكن كما قيل : (حسبك من القلادة ما أحاط به العنق )
قال تعالى : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ )
العالم بأكمله يضع الخطط في كل شيء، و هم يقولون: (الذي لا يخطّط يُخطّط إلى الفشل)، ونحن المسلمون لدينا خطة ربانية تقود مركبتنا إلى بر الأمان في حياتنا منذ الولادة إلى الموت .
فاختر حياتك بنفسك إن كنت تريدها سعيدة.
انطلق من هذه الآية قال تعالى: ( مَنْ عَمِلَ صَٰلِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُۥ حَيَوٰةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )
هذا شيءٌ من جمال ديننا الإسلامي ، اللهم أحيينا على الإسلام، وأمتنا عليه.
والسلام أجمل ختام
بقلم : عبدالله بن حامد بن سعيد الشهراني.