* هاتفني الأستاذ هادي لاحق عطية القوزي مساء الإثنين السادس من شهر شوال للعام ١٤٤٥ للهجرة .يدعوني لزيارة متحفه بمنزله بمدينة القوز بمحافظة القنفدة..وقد أدهشني ماوجدته من معروضات تجمع بين الأصالة والحداثة جمعت ونسقت بيد الحاذق المحب لهذه الهواية والشغف المتواصل طيلة تسع سنوات مضت .
بذل فيها القوزي الجهد والمال والتنقل والتواصل مع رواد حفظ التراث لجلبها من مناطق المملكة ومن خارجها في سبيل الحصول على ماله قيمة تاريخية ومادية وفنية وعلمية.
واحتوى المتحف على بعض الكتب العلمية والأدبية والتاريخية والثقافية النادرة والمجلات والصحف المحلية والخارجية المتنوعة. وكمٌ لاباس به من العملات النقدية المعدنية والورقية تحكي ماضيها وحاضرها على العهدالسعودي الزاهر. وكذلك المناهج والمقررات واللوازم المدرسية السعودية القديمة للبنين والبنات منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز وأبناؤه الملوك رحمهم الله إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله .
وكذلك الأدوات المنزلية وادوات المطبخ والإنارة بالقاز التي تجاوز عمر بعضها الثمانين عاما وكذا ملابس الرجال والنساء القديمة جدا من الأقمشة ذات الجودة العالية والعطور وزيوت الشعر التي خلت منها الأسواق حاليا منذ عقود. .
وضم المتحف معظم هدايا الحجاج لذويهم وخصوصا الأطفال بعد بعودتهم لديارهم والتي لم تعد موجودة هذه الأيام. ناهيك عن كميةمن الراديوهات والمسجلات في ماركتها الأولى ومعظمها لازالت بحالة جيدة وممايلفت النظر وجود بعص الصور الفوتوغرافية الأصلية للملك المؤسس وانجاله.
والموازين القديمة التي كانت تستخدم في المحلات التجارية القديمة والأسواق الشعبية.
ونسخة مخطوطة للمصحف الشريف كنسخة نادرة في حجمها وصغرها ونوع الخط الذي كتبت به .وحرص القوزي على جمع جميع حلي النساء الفضية والخرزية قديمة الصنع التي كانت زينة النساء قبل دخول حلي الذهب .!
ولم ينس القوزي حتى لعب الأطفال القديمة التي انقرضت من الأسواق. كما أنه قد جمع مختلف أنواع المشروبات الغازية التي دخلت أسواق المملكة العربية السعودية منذ دخولهاللمملكة لأول مرة .
والمتحف يضم جناحا خاصا بالتعليم وفيه من المقتنيات مالا تتواجد في غيره من المتاحف .حتى أنواع الوجبة الغذائية وملابس الرياضة المدرسية التي كانت وزارة المعارف تصرفها لطلاب المدارس ضمها المتحف.!
ومما لاحظته كثرة المقتنيات والتي ضاق بها المكان المخصص والذي وعد القوزي بتخصيص مبنى أكبر لمتحف موسوعي شاهد على تطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية التي تعيشها المملكة العربية السعودية في ظل اهتمام ورعاية قادة وحكومة المملكة التي جعلت نصب عينيها وهمها رفعة وتقدم هذه البلاد ورفاهية مواطنيها والمقيمين فيها في كل مجال .وصاحب المتحف يوجه دعوة عامة لكل من يريد زيارة المتحف والإفادة مما يحتويه.