تُجبل النفوس على حب الظهور، وحب المدح والثناء ، فينبت هاجس لدى بعض الناس ، وهو : الظهور والاشتهار بين الناس بأي طريقة كانت ، فتجد بعض الناس يعيش مع الفضيلة ، ويحارب الرذيلة ،وبعد الشهرة تجده ينحر الفضيلة، ويحيي الرذيلة شَعَر أم لم يشعر؛ لأن الشهرة فتنة قد تجعل بعض المشاهير يبيع دينه بعرض من الدنيا ،ويضع له قدماً في ميادين الشر. كان سلفنا الصالح يهربون من الشهرة؛ لأنهم يعلمون بأنها تذهب بهم بعيدًا، وتأخذهم إلى الهاوية ،فَفَروا منها فرارهم من المجذوم ؛لأن الشهرة تزرع في بعض المشاهير الكبر والخيلاء ،واحتقار من هم أقل منهم ،وكذلك مع تصوير المركب ،والمأكل ،والملبس، والمسكن فيه كسر لقلوب الفقراء والمحتاجين، وقد يكون قوة ضاربة في أيدي الأعداء لنشر الباطل، أو نشر الرذيلة ، وكذلك تجبرهم -إلا من رحم الله -على إرضاء متابعيهم .فيكون همه الأول والعياذ بالله إرضاء الناس وليس ارضاء الله، ولكن هيهات أين يذهبون من الله ؟ فالله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل.
قال تعالى :" فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يرة ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ".
قال أحد الطلاب لي-في الصف الرابع الابتدائي- عبارة تكتب بماء العين عبارة وصفت حال الناس في هذا المجال بكل احترافية : ( كم من مشهور في الأرض مجهولٌ في السماء وكم من مجهول في الأرض مشهورٌ في السماء ).
وهناك أناس عرفوا بالعلم، والمعرفة واشتهروا بها ،ولكن أخلصوا العلم لله وتابعوا سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - فهنيئا لهم ، ونسأل الله لنا ولهم الثبات ،وعليهم تفقد قلوبهم بين الفينة والأخرى ، فالشيطان له غارات فقد يغير عليهم في أي لحظة، ولكي يأمنوا على قلوبهم من هذا المرض الذي فتك ببعض البشر الذي هو حب الشهرة والظهور.
قال إبراهيم بن أدهم - رحمه الله - :(ماصدق الله عبد أحبَّ الشهرة).
وقال بشر بن الحارث رحمه الله : (ما اتقى الله من أحب الشهرة ).
أسأل الله أن يرزقنا ومن ابتُلي بالشهرة البر والتقوى ،وأن يجعلنا وإياهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
والسلام أجمل ختام .
كتبه: عبدالله حامد الشهراني.
يوم الخميس الموافق : ٢٧ / ٦ / ١٤٤٥ من الهجرة.