في عالم العلم والمعرفة الحصول على الشهادة له قيمة كبيرة ، ولكن مع هذا التقدم السريع والهائل يبدو لي بأن الشهادة لا تكفي لكي ننخرط في هذه الحياة ، بل لا بد أن يكون لديك شيئًا من المهارات كي تجد لك مكانًا يليق بك في هذه الحياة .
وقبل كل شيء علينا أن نعي وأن نعلم بأن الأرزاق بيد الله عزوجل ، فحتى تعيش في سعادة لابد أن تكون قلوبنا ممتلئة بالتوكل على الله ولا نغفل عن الأخذ بالأسباب ومن تلك الأسباب : الحصول على الشهادة وتعلم المهارات التي تكون لك سندًا قويًا بعد الله ، بل أتوقع أن تكون المهارة هي سيدة الموقف والشهادة تبعًا لها مستقبلًا ،
هناك مهارة سهلة جدًا جدًا وأهدت أصحابها أموالًا طائلة قد تصل إلى مليارات الريالات وهي : مهارة الأسئلة الفعّالة .
هذه المهارة مكونه من ثلاثة أسئلة فقط هي : لماذا ؟ وماذا لو ؟ وكيف؟ بالمثال يتضح المقال :
مثال السوق :
لماذا نذهب إلى السوق ؟
ماذا لو يأتي السوق إلينا ؟
كيف ذلك؟
ابتكروا التسوق الالكتروني .
كذلك الخدمات الالكترونية
لماذا نذهب إلى الجوازات أو المرور ؟
ماذا لو تأتي إلينا ؟
كيف ذلك؟
ابتكروا التطبيق المشهور ب ( أبشر).
كذلك سيارات الأجرة :
لماذا نذهب إلى سيارة الأجرة ؟
ماذا لو تأتي إلينا ؟
كيف ذلك ؟
ابتكروا ( كريم وأوبر ) وغيرها .
مع العلم بأنهم لا يملكون سيارة واحدة ولا موظفين ولكن بفكرة إبداعية استطاعوا أن يجمعوا سيارة الأجرة بالعميل وهاهم يجنون الثمار اللهم بارك.
والأمثلة غيرها كثيرة كالتعليم عن بعد والمطاعم ونحوها.
وفي صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم :(- الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ. احْرِصْ علَى ما يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ باللَّهِ وَلَا تَعْجِزْ، وإنْ أَصَابَكَ شَيءٌ، فلا تَقُلْ: لو أَنِّي فَعَلْتُ كانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَما شَاءَ فَعَلَ؛ فإنَّ (لو) تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ.)
قال ابن عثيمين- رحمه الله -: ومن فوائد الحديث أن الشريعة جاءت بتكميل المصالح وتحقيق المصالح
قوله : (احرص على ماينفعك )أنت إذا حرصت على ماينفعك فإنك امتثلت أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فهو عبادة ، إذًا الدين جاء بتكميل المصالح وتحقيقها)
فعلينا أن نحرص على ماينفعنا وينفع أبناءنا .
ومن المهارات القوية جدًا وهي من مهارات القرن الحادي والعشرين وهي شغل العالم الشاغل الآن ( البرمجة والذكاء الاصطناعي)
وكما يقال : " الدنيا فرص "
وهي فرصة قوية لأبناءنا الطلاب في المرحلتين المتوسطة والثانوية فقد بدأ التسجيل منذ أيام وسينتهي بتاريخ ١٤ / ٥ / ١٤٤٥ من الهجرة في أولمبياد البرمجة والذكاء الإصطناعي.
وحرص دولتنا الحبيبة على هذه المسابقات يدل على النظرة الثاقبة والبعيدة لمواكبة كل التطورات .
فجزاهم الله عنا خير الجزاء ، ونسأل الله العلم النافع والعمل الصالح إنه ولي ذلك والقادر عليه .
والسلام أجمل ختام .
بقلم : عبدالله حامد الشهراني.
كتبه يوم الثلاثاء الموافق ٣٠ / ٤ / ١٤٤٥ من الهجرة.