منذ تأسيس محافظة "المجمعة" في عام 833 هـ الموافق 1412م، ، ومن وقت لأخر ويخرج من عوائلها رجال دولة شاركوا في حمل راية البناء والتنمية من أجل رخاء هذا الوطن المعطاء، فقد قدمت المحافظة سياسيين وإعلاميين ومفكرين ورجال دولة بارزين.
ومن أبرز وأشهر من سكن "المجمعة" عدة قبائل والعوائل الأصيلة مما أدى إلى ظهور رجال سطر التاريخ بطولاتهم وإسهاماتهم بحروف من نور، إذ يبلغ عدد سكان المجمعة حوالي اكثر من 160 الف نسمة بين مواطن ومقيم وفيها حوالي 12 حيًّا سكنيًّا تضم حوالي 4497 وحدة سكنية في هذه الاحياء.
ولقد أولى ملوك المملكة اهتماما كبيراً لـ"المجمعة"، لا سيما الملك خالد الذي أجرى زيارة خاصة لها، وتحديد في 19 صفر 1401هـ، يرافقه الملك فهد والملك عبدالله و الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمهم الله-.
كما كان في الزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله -، حيث قام الملك سلمان بزيارة المجمعة 3 مرات، أبان عمله أميرا لمنطقة الرياض ابتدأها بزيارة قصيرة عام 1392ه، وأما الزيارة الأخيرة فكانت في شهر شوال من عام 1428هـ.
ومن بين الشخصيات التي خرجت من أصلاب "المجمعة" وزير الشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء عادل الجبير، فقد تربى وترعرع "الجبير" في منزل جده الشيخ "محمد الجبير" التراثي الذي تم اعادة ترميمه من قبل أسرة الراضي.
شخصية ملهمة أخرى، وأب فاضل ومعلم ومربي خرج من هذه المدينة الولادة هو الشيخ "عثمان بن ناصر بن عبد المحسن الصالح" -رحمه الله- ، الذي يشار إليه بالبنان بأنه جمع العديد من العلوم منها الأدب و الفن والعلوم الإسلامية والصحافة، ولباعه الطويل و إسهامته المتتالية في تاريخ المملكة، دفعني هذا إلى كتابة هذه السطور عنه.
كما خرج منها أول رئيس لمجلس الشورى في عهد الملك فهد بن عبد العزيز – رحمه الله – وهو الوزير ، محمد بن جبير، ومنها أيضا عبدالله بن إدريس، الأديب والشاعر المعروف.
وينحدر منها أبرز الجراحين في العالم الدكتور عبد الله الربيعة ، المتخصص في فصل التوائم السيامي، ومنها خرج أبرز الصحفيين السعوديين عبد الرحمن الراشد، وكذلك أبرز الممثلين منهم حبيب الحبيب و عبد الإلة السناني ، والمنتج التلفزيوني تركي الشبانة.
ولا يفوتنا المخضرم حاضر الذكر عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري، الذي شغل مناصب عدة منها نائباً لرئيس الحَرس الوطني السعودي المساعد بمرتبة وزير، والذي تشرفت بحضور رسائل ماجستير تتحدث عن فن ادارته، وحملت قاعات المؤتمرات والجامعات العريقة اسمه.
ومن رجالات هذه المحافظة ، الشيخ عبدالعزيز بن صالح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف ورئيس محاكمها وعضو هيئه كبار العلماء لأكثر من ٦٠ عاما، ويشهد له أنه أول من أسس قضاء المدينة الحديث، وعرف بفعل الخير لدرجة أنه كان يتبرع براتبه لصالح الأعمال الخيرية.
كما تتمتع "المجمعة" بالأماكن التراثية والتاريخية، منها على سبيل المثال لا الحصر، مثل القرية التراثية بالمركز التاريخي، و قصر الربيعة ، و قصر العسكر، وقلعة المرقب الأثرية، ووقف الملك عبد العزيز.
وتقع " المجمعة" بالقرب من "السبلة" والتي تعد آخر المعارك الرئيسية التي خاضها الملك المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله-، ليكمل بعدها توحيد المملكة.
ومتحف عائلة المزعل الذي يعد أحد متاحف المحافظة الذي أسسه توفيق عبد الله المزعل، وتكمن أهميته التاريخية في أنه مبنى قديم من الطين، و يتكون من دورين به 13 غرفة ومقسم إلى عدة أجنحة.
وقد تم عرض مقتنيات ذلك المتحف داخل غرفه وفي الممرات التي بينها وذلك بأسلوب عرض منسق إلا أن كثرة المقتنيات الأثرية والتراثية في ذلك المتحف أثرت بتزاحمها على أسلوب العرض، وقد تم العرض من خلال التعليق على الحائط أو من خلال ستاندات خشبية أو من خلال عرضها على أرفف.
ومن بين المواقع الأثرية كذلك "قلعة منيخ" التي بناها أهل بلد منيخ "مجمعة"، ولا يعرف تاريخ بنائها، ولعل سبب سحرها الأثري لكونها تقع على قمة هضبة منيخ التي تتكون من مستويين في الارتفاع، وتتكون من أربعة أبراج للمراقبة يربطها سور يحيط بالهضبة ثم يرتبط بسور البلد من الجهتين الغربية والشرقية والقلعة مبنية من الحجارة واللبن والطين.
ويعرف عن محافظة "المجمعة" أنها غنية بالمحاصيل الزراعية على مدار العام ، والفضل في ذلك يرجع إلى "وادي المشقر" الذي يُغذي المحافظة وزراعتها طول السنة وخاصة في فصل الصيف، لذلك تجد المنتجات الزراعية مختلفة عن غيرها لطبيعة الأرض.
ولعل تجربة "المجمعة" مع التحول التنموي والعمراني كانت تجربة استثنائية فريدة من نوعها، في التخطيط العمراني والتحول إلى اللامركزية في منطقة الرياض، مما انعكس على التنمية الاقتصادية، حيث تم إنشاء مدينة سدير للصناعة وفى مجال التطور العلمي فهناك جامعة المجمعة و المستشفى الجامعي، كما يمر بها سكة قطار القصيم – الشمال .
ويرجع الفضل في حدوث هذه الطفرة للمحافظ سمو الأمير عبدالرحمن بن عبدالله بن فيصل، الذي أولى اهتماما كبيرا بتطوير المحافظة بما يلبي احتياجات المواطن، والسير على درب الملك المؤسس في الاهتمام بتطوير الإنسان خاصة التعليم، فلقد شهدت المجمعة بناء أول مدرسة بقرار من الملك عبد العزيز عام 1359 هـ.
وفى الختام، فإنه من الضرورة أن يسلط الإعلام الضوء على ما تتمتع به هذه المحافظة من معالم أثرية ومناطق سياحية، تضاهي بها المعالم السياحية في الدول الأوروبية ، وكذلك على شركات السياحة دورا في تنشيط السياحة بها وتنظيم الرحلات الداخلية.
◦ العميد الركن م / عبدالعزيز منيف بن رازن
◦ المستشار بمركز الإعلام والدراسات العربية الروسية ، عضو كرسي الاعلام الجديد بجامعة الملك سعود.