حياتنا الإنسانية هي عبارة واقع وأنسان، وما يربط بينهم هي الصور الذهنية، فنخن ندرك الصور ولا ندرك الواقع، فالواقع هو "هو" وتصوراتنا ليست هي "هي" ، وهذا يعني أن الصورة ليست الواقع الحقيقي أو الاصلي هي صوره من اسمها، ومن الصالح لحياتنا الانسانية أن تكون تصوراتنا قريبة من الواقع لأنه يتعذر فهم الواقع كما هو، ل كن لا نتخذ ذلك عذر ا أو مبدى لاعتبار تصوراتنا عجينة نشكلها كيف نشاء، فالتصور أخطر و أهم من الحقيقة ذاتها. وهي معقدة وليست سهلة وعصية على اليقين، نعي بعضها وبعضها لا نعيه، ولها عدة أبعاد وجوانب تؤثر وتتأثر فيها ولها أدوات وخطوط انتا ج ومراحل ، وعلماء النفس بجميع مدارسه وفروعه وعلم الاعصاب والعلوم الإنسانية كافة لها دور بإنتاج الكثير من المعرفة عن هذه الصور والمتبقي من المعرفة لا نهاية له، ولعلنا نستعرض شي بسيطا من هذه الجهود، على سبيل المثال في علم النفس المعرفي حي ث يبدا تكوين الصورة بالإحساس والانتباه والتفكير والتذكر والادراك والتحليل واتخاذ القرار، وعلم الاعصاب يوضح كيف تنتقل الإشارات العصبية بين المرسلات والمستقبلات ومعالجة هذه الصورة من خلال العمليات الدماغية ، وتوضح المدرسة السلوكية اثر القدرات العقلية والقدرات المعرفية والصحة النفسية على الصورة، وسيغموند فرويد في علم النفس التحليلي في النظرية الب نيوية للنفس )الهو ، والانا ، والانا العليا( وأكثر من ذلك مرتبط بالصورة الذهنية، ولا يلزمنا الاطلاع على كل ما سبق لضبط الصورة انما تم ذكره للتوضيح و استطراد الكتابة فقط، وما يهمنا ان نتأكد من نظافة وبياض أوراقنا، ومن وسلامة أدواتنا المستخدمة، وان ن كون خارج دائرة الواقع المقصود وخارج ذواتنا ، وإلا سنصبح كمن يرفس في القيد ويلكم بأنفه.
يقول عالم النفس الأمريكي هنري الكسندر مرى عن المنظومة النفسية داخل الشخصية ) أنها أشبه بمؤتمرٍ كامل يضم عدد ا كبير من الافراد منهم الخطباء والأطفال وجماعات الضغط والانعزاليون والغوغائيون والشيوعيون وتجار الحرب والمستقل والمحافظ ومبتز الأموال وبينهم قيصر والمسيح وميكافيلي ويهوذا وبروميثيوس الثوري( . فانا اعتقد أن الكل يدرك وجود هؤلاء الأفراد أو الأعضاء في منظومته النفسية لكن ليس الكل لديه القدرة على عصيانهم ومما يساعدنا على التخلص من اجترارهم معنا بكل حدث وموقف، هو تعزيز وتعظيم المنظومة المعرفية لدينا مع خفض سلطة المنظومة النفسية لكن ليس لدرجة تجاهلها وما يقودنا للنجاح في تعظيم هذا الجانب، ان نعرف ان الذات كل مركب من أجزاء وعناصر وذرات وهؤلاء الأشخاص المتواجدين في المؤتمر من ضمن المكونات فلا تهمل شي على حساب شي اخر، وليس المطلوب ان نكون علماء نفس، فقط علينا ان نعرف اننا نحتوي بداخلنا على من يمكن أن يضرنا اكثر مما هو خارجنا، ويمكن أن يتفرعن ويطغى ما بداخلنا ويمنعننا من التكيف ويعيشنا حالة الملل والضجر والجور الداخلي ويشعرنا بأن هذه هي طبيعة الحياة وان علينا الصبر وتحمل ذلك الظروف الطاغية، فليس هذا موضع الصبر وتحمل الظروف نحن لم نخلق لذلك ولا لنعيش ضعفاء ومستأسرين لأنفسنا نحن خلقنا لنعيش بسلام داخلي رغم أنف الظروف.
فنحن ليست مجبرين أن نفهم الحياة نحن مجبرين بان نعيشها فقط كما يقال ) الحياة تعاش ولا ت فهم ( ايضا لا يصح أن نعيش عيشة البهائم، ولكل شخص منا مستقبل مبهر يستطيع إيجاده، ويتطلب إيجاده طابعا فردي وأثرا جمعي وليس العكس، لذلك ينبغي ان تكون دوافعنا ذكية تتلاءم وتنسجم مع ما بداخلنا، ولا يمكن ان نبدأ العيش أو نستمر أو نتوقف بدون دافع سواء كان الدافع ،دافع غبي أو دافع ذكي، الدوافع هي من يحركنا فيزيائنا وميتافيزيقيا ووجهة الوصول هي (إشباع معنى أو غريزة ) وأغلب الدوافع التي تشبع المعنى هي ذكية، وأغلب الدوافع التي تشبع الغريزة هي دوافع غبية وليس كلها هكذا انما الأغلبية، والدوافع الذكية تكون دوافعا متدفقة باستمرار من الداخل للخارج والدوافع الغبية تتأتى من الخارج للداخل ومتقطع ة ويسيطر فيها الخوف من الفشل أكثر من الرغبة أو التطلع للنجاح، وتكون تابعة أو واجبة )ما تفعله أو مالا تفعله لأجل ثواب أو عقاب (، بينما الدوافع الذكية تكون قائدة وليست تابعة وتركز عل ى النهايات الجميلة وبطرق احترافية والرؤية فيه ا واضحة وسليمة وصحيحة وتصبح رمز ا أو معنى داخل صاحبها .
واليوم في ظل هذه المتغيرات والتقلبات المتسارعة سوا على المستوى الشخصي من الداخل أو الخارج وعلى مستوى الحياة الإنسانية بشكلٍ كامل التي لا تهدى ولا يمدي أن نفهمها إلا وقد انتهت وأتت بجديد، ومع عدم اليقين وعدم الوضوح وتشابك الأمور، فكيف يبني الإنسان ذاته ليعيش حياته الجميلة ويمتلك شخصيته الخاصة وللتعامل مع هذه الحالة أتمنى أن نبحث عن القيادة في عالم الفوكا ونسقطها على حياتنا الخاصة .
*هذي حياتي عشتها كيف ما جات ........ آخذ من أيامي وارد العطية