كل مافي جدة جميل ورائع وجذاب ومتنفس حقيقي للأهالي والزوار من تطبب وتنزه وتجارة ، إلا وقت الأمطار نتوجس منها خِيفة ونقول اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا ، وعن أيماننا وعن شمائلنا ، ومن فوقنا ، وأعوذ بعظمتك أن نغتال من تحت أقدامنا ،،، فكل ما حولي في تلك اللحظات يُنذر بوقوع كارثة ،، حتى الأرض وما عليها من الجمادات و الحيوانات تلاحظ عليها حركة غريبة وكأنها تتحسس شيئاً ما.
فالذكريات أليمة والتجارب تعيسة تجعلنا نخشى هطول الأمطار فيها ولا نكاد نفرح بها خوفاً على أنفسنا وفلذات أكبادنا وأحبابنا فقد يذهبون ولا يرجعون ، وأقل الخسائر وهي غالية على أنفسنا ودفعنا فيها دماء قلوبنا وتحويشة اعمارنا (( بيوتنا و سياراتنا ))،، وتذهب كلها في قطرة ماء.
فالسيول التي تُداهمنا كل عام تمثل خطورة حقيقية على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة فكانت الخسارة أرواحاً وممتلكات ومشاريع تكلف الدولة مليارات الريالات .
ولا ماذا تعني هذه المشاهدات مع كل زخات من المطر.
الكارثة أن هناك مشاريع حكومية و مباني وحواجز تُقام هنا وهناك دون مراعاة لتلك الأودية والشعاب ومازالت سلسلة الأخطأ تتكرر، فمتى يتم انتشال محافظة جدة من براثن تلك المعوقات و إعادة النظر في مواقع جريان الأودية والشعاب ، فماذا تنتظرون أكثر من هذا.
فالحاجة ملحة لزيادة الطاقة الاستيعابية لقنوات مجاري السيول القائمة ، ومعرفة المواقع الأخرى حسب طبغرافية الأرض وأماكن انحدارها لعمل قنوات جديدة و إزالة جميع العوائق أمام العبارات والجسور القائمة والأودية مع تحرير مجاري السيول من مخلفاتها بشكل حقيقي و دوري وفعال وفتح قنوات إضافية تحسباً لمثل هذه الحالة المطرية.
الأمل بالله ثم بقيادتنا الرشيدة والرؤية الحكيمة المباركة لسمو ولي العهد الأمين ، فهو بإذن الله اليد الطولى على كل يد والسيف البتار على كل فاسدٍ ومفسد يقف حجر عثرة أمام تطور مشاريع بلادنا ، و بإذن الله سنرى في الأيام المقبلة مرحلة جديدة لمشاريع جبارة وعظيمة تأخذ في الحسبان هذا الإرث الثقيل من أخطأ الماضي لمستقبلٍ أكثر ازدهاراً وتطوراً في البنية التحتية وكل ما من شأنه المحافظة على الإنسان والمكان.