تذهب الرواية السعودية ان جداً وأحفاده في أحد ضواحي الطائف ، فالجد البالغ من العمر مايزيد عن خمسة وثمانين عاماً ، وله أحفاد من أولاده البنين والبنات ، ومقر إقامته الفعلية بكشب حرة بين شفاء نجد وركبة وحرة مدركة وشفاء نجد المعروفة حالياً بالمحازة ( محافظة المويه ) وركبة ( قال عن ركبه امير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه : ان أبيت ليلةً في خيمة بركبه خيراً من قصور الشام ) ولديه قطيعاً من الإبل شبختانية اللون عفر وصفر وجهم تربع تارةً في سجا ، وحيناً في أكناف مدركة ، ولها مرباداً بأطراف ركبة والعقيق . مصدر دخله ، ومعيشته بخلاف ماتقدمه الدولة له من مساعدات من خلال الضمان الاجتماعي . عاش حياته في هذه المواقع يأنس بجماعته مرجحة الموازين ، وكان اذا سمع حلقة ذكر أو دعاة ووعظ وارشاد يتجشم حضورها مستمعاً ومسترشدا فالدولة من سمتها نشر الدعوة وتوعية مواطنيها من خلال إرسال الدعاة لأهالي الافاق والأماكن النائية من أجل توعيتهم في أمور الدين والعقيدة وتكونت لديه حصيلة مما سمعه ، وأدركه جيداً ، وسماع الذكر من أهل الذكر انعكس عليه ، وتصبغ به ، وكثيراً مايردد التهليل ، والاستغفار والحوقلة والحمد والتكبير والتسبيح ، والصلاة والتسليم على النبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم وذات يوم وجهة له دعوة مناسبة زواج لأحد اوشاج الدم في ضاحية الطائف الشمالية ناحية الحوية مقر سكن أولاده وبني جلدته ولبى الدعوة ، وفرصة يجتمع بأولاده القاطنين بالحوية ، والسلام عليهم ، ومشاهدتهم وأنجالهم ، ومن تربطه صلة رحم وأوشاج دم ، ومعارف من فصيلته ، وعشيرته التي استوطنت ضاحية الطائف ، واستبدلوا الترحال بالاستيطان والاستقرار بالضاحية ، وفي ضحى يوم من الأيام يوم الأربعاء في الصيف عام ١٤١٣ هجرياً يصادف إجازة المدارس شاهد أحفاده ، وسمعهم يتراشقون فيمابينهم بألفاظ لا ينبغي تصدر منهم . تنابزوا بألفاظ غير مقبولة كتناديهم بأسماء أمهاتهم لا باسمهم ولا بإسم الأب ، فدعاءهم من أجل النصيحة ، وان ينصحهم مناصحة من خلال ان يقص لهم قصة احد الصحابة التي سمعها من أحد الدعاة . تحلق الأطفال أحفاده ( البطون والظهور ) حول الجد . يدفعهم الاستطلاع والشوق لاسماع القصة ، وأسند الجد ظهره على حايط المجلس مستقبلاً القبلة ، فقال: لأحفاده مبتدئا بسؤال من أحب لكم في هذا الوجود ؟ فتباينت الإجابات وتفاوتت ، فالبعض قال الأب ، والبعض الاخر قال الجد ، وأخر قال الأم ، وبعض الآخرين قال الله ثم الرسول ، فصوب من قال الله ثم رسوله محمد ، فالأول الخالق له المحبة الأولى خلقنا من عدم ، وفضلنا على سائر المخلوقات ، ورزقنا من خزائنه التي لا تنفد ، وبعده الرسول عليه الصلاة والسلام عرفنا بالخالق ، وارشدنا لمعرفته ، ودلنا لرضاه ، وحذرنا من غضبه ، وبلغنا رسالة ربه رسالة لكافة الثقلين . ثم محبة الوالدين ، فالأقرب بالأقرب ثم أهل التقوى ، واستحث الأطفال جدهم ان يحدثهم عن القصة التي أراد ان يحدثهم بها ، فاخذ الجد يسوق القصة عن موقف وقع بين صحابي جليل وشخص أخر لا مثيل لهما . تلاحنا بالقول .
صدر من احدهما للأخر نبزاً بأمه ( بأبنﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ) ؟!
ﻓﻘﺎﻡ المنبوز ﻣﺪﻫﻮﺷﺎً ﻏﻀﺒﺎﻥ ﺃﺳﻔﺎً ... ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻷرفعن ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ صلى الله عليه وسلم هذا القول .
ﻓﺘﻐﻴﺮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ صلى ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﺳﻠﻢ مما سمع من قول ثم قال :
للنابز ﺃﻋﻴﺮﺗﻪ ﺑﺄﻣﻪ؟! ﺇﻧﻚ ﺍﻣﺮﺅ ﻓﻴك ﺟﺎﻫﻠﻴﺔ !!
ﻓﺒﻜﻰ النابز كثيراً ، وقال:ﻳﺎﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻟﻲ. ﺛﻢ ﺧﺮﺝ ﺑﺎﻛﻴﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ .. وأتى للمنبوز ﻭﻭﺿﻊ ﺧﺪه ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍب ، وقال : تالله ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺍﺭﻓﻊ ﺧﺪﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺣﺘﻰ ﺗﻄﺄه ﺑﺮﺟﻠﻚ ..ﺃﻧﺖ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﻤﻬﺎﻥ !!
ﻓﺄﺧﺬ المنبوز ﻳﺒﻜﻲ ، ﻭﺃﻗﺘﺮﺏ ﻭﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺨﺪ
ﻭﻗﺎﻝ: ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﺍﻃﺄ ﻭﺟﻬﺎً ﺳﺠﺪ ﻟﻠﻪ ﺳﺠﺪة ﻭﺍﺣﺪة ، ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺎ ﻭﺗﻌﺎﻧﻘﺎ ﻭﺗﺒﺎﻛﻴﺎ !! يعد هذا أقوى أعتذار في التاريخ .ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺇﻥ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳﺴﻲﺀ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ
ﻓﻼ ﻳﻘﻮﻝ : ﻋﻔﻮﺍ ﺃﺧﻲ عفوآ اختي.
ﺇﻥ ﺑﻌﻀﻨﺎ ﻳﺠﺮﺡ ﺑﻌﻀﺎً ﺟﺮﺣﺎً ﻋﻈﻴﻤﺎً ﻓﻲ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ ﻭﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ونسبه ، ﻭﺃﻏﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ، ﻓﻼ ﻳﻘﻮﻝ ﺳﺎﻣﺤﻨﻲ ، ﻭﻳﺨﺠﻞ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ " ﺁﺳﻒ " ..
ﺍﻹﻋﺘﺬﺍﺭ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺭﺍﻗﻴﺔ ، وخلق عظيم، ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻧﻬﺎ ﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻠﻨﻔﺲ... بل عكس ذلك الاعتذار فضيلة ورجولة والاعتراف والرجوع في الحق فضيلة محمودة ، ومن شيم مكارم العرب . وسورة الحجرات بالقرآن الكريم بينت ذلك ، ونهت عن التنابز والسخرية واللمز والنميمة .كلنا راحلون، والزاد قليل... فانتبهوا يااحفادي من الالفاظ والتنابز فالجد واحد ، والدين واحد ، والوطن واحد نعيش فيه ، فاخذت دموع الأطفال تنساب ويقبلوا البعض ويقول بعضهم لبعض سامحني . والجد يحتضنهم فرداً فردا. .
نسأل الله العفو والعافية ، والمعافاة في الدنيا والآخرة..ولنسأل أنفسنا: كم مرة سترنا الله
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. جد بلغ من العمر عتياً لاحظ من أطفاله مالم يلاحظه أباءهم ، واستطاع بما أوتي من علم تشريب الأطفال قيمة من قيم الإسلام من أجل السلوك السوي ، والابتعاد عن ملوثات المدنية . حضوره حلقات الذكر أنعكس على تصرفاته ، ودرايته الموفقة .
لا حدس جمال الدنيا بجمال العلاقة مع الله الطيبه ثم مع أناس هم سعاده الدنيا وفرحتها ، وهم نورها وضحكتها . فإن أردت حياة جميلة ، فاقضها كما يريد ربك لا كما تريد أنت . اصبر على الطاعات . اصبر عن المحرمات .اصبر على الأقدار المؤلمة ، فلاشك الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي ، وتمام الإيمان الوقوف عند حد الاوامر والنواهي ، واجتناب المحرمات والحدود ، وان يكون المسلم في فسحة من امره مالم يصب دماً ..لتسمع في الجنة هذه التحية بإذن الله .
سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار
اللهم أنت الرحمن الرحيم ، فاشملنا برحمتك.
- أمير منطقة حائل يستقبل وزير السياحة
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
خالد بن حسن الرويس
سته على سته – ٨ –
25/08/2022 1:03 م
خالد بن حسن الرويس
1
252250
(0)(1)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3517192/
التعليقات 1
1 pings
ابو فهد
25/08/2022 في 9:46 م[3] رابط التعليق
فصة رائعه وخاصة للكبار قبل الصغار لن الصغير يتبع الكبير
في كل شي
الجد قدم النصيحه بكل سهوله فهمها الصغار
كم نحتاج اليوم لمثل هذا الجد بيننا
شكرا لك استاذ خالد
(0)
(0)