رائع جدا ما نراه اليوم من حراك سياحي داخلي في كل المواسم تقريبا يبعث على الارتياح وخاصة في فصل الصيف لطول فترة إجازة المدارس التي تشجع الأسر للاستفادة منها في الانتقال إلى مناطق الجذب السياحي التي تمتلك المقومات التي تغري الكثيرين لزيارتها والتعرف عليها..
لعل أهمها الأجواء الجميلة والطبيعة الساحرة التي تتمتع بها تلك المناطق وأعني بها منطقتي الباحة عسير ومعهما مدينة الطائف حيث تعتدل درجات الحرارة هناك وتتشكل السحب وتهطل الأمطار الموسمية المتفرقة التي تزيد من لطافة المناخ وجمال المكان إلى جانب سهولة المواصلات البرية والجوية التي تعكس جهود الدولة بتنفيذ شبكات الطرق الجيدة والحديثة التي يسّرت التنقل بكل اطمئنان ولله الحمد وكذلك الرحلات الجوية إلى مطاراتها وهذا ما يشجع الكثيرين للاستمتاع بهذه الطبيعة الفاتنة والأجواء الحالمة والحياة الهادئة والآمنة بفضل الله ثم بفضل جهود الدولة الكبيرة التي جعلت الأمن سمة ظاهرة في هذه البلاد الطاهرة،
وبما يمكّن السياح للاطلاع على المخزون الحضاري والبيئي في تلك المناطق الزاخرة بالمواقع الجاذبة التاريخية منها والأثرية أو التراثية التي تحكي قصة الإنسان القديم الذي تعايش مع الطبيعة الجبلية بفن ووعي ليشكل من الجبال لوحات بديعة بتلك المدرجات الزراعية الزاهية التي أنتجت الكثير من الأصناف التي فاقت الحاجة وكفت مكة المكرمة في أزمنة مضت، وملامح تلك القرى في قمم وسفوح الجبال والحصون القديمة بمبانيها الحجرية التي صمدت أمام عوامل الزمن تجسّد فنّ العمارة التي برع فيها الأولون بهندسة البناء بأشكاله الاستطالية والهرمية والاسطوانية الرائعة بما يحفّها من زخارف ونقوش جميلة داخل تلك المباني وخارجها شجعت عدداً من المهتمين لتحويلها إلى متاحف خاصة أخذت تستقطب الكثيرين للإطلالة على الماضي البعيد ومعرفة أنماط حياة السابقين ونوعية أدواتهم المنزلية والزراعية وغيرها. فالسائح والزائر لتلك المناطق يشعر فعلا بالسعادة والانشراح وهو يستمتع بالتنقل بين تلك المواقع الجاذبة وما هيأته الجهات المعنية -كذلك-من متنزهات رائعة وخدمات راقية وما يُقدّم أيضا من برامج ترفيهية عديدة وما يقام من معارض منوعة تناسب أذواق جميع الشرائح العمرية وهذا يعطي مؤشراً واضحاً لنجاح الخطط لتحقيق مستهدفات الرؤية في هذا المسار لثراء المملكة الطبيعي والحضاري والذي سيرفع ترتيبها في خريطة السياحة العالمية بكل تأكيد.