إرهابهم
منذ عام 1991م شرعت قوى اليمن (الشمال) المتنفذة بمختلف فئاتها، وأحزابها وقواها، وطوائفها، باستخدام الإرهاب الديني التكفيري والسياسي، لضرب أعمدة دولة الجنوب وكوادرها، بانتقاء وعناية مختارة، ليضعفوا قواها، ويكسروا هيبتها ويثبطوا معنويات جيشها وأمنها، ويحبطوا شعبها الحي، حتى لا يقوى على الدفاع عن وجوده، وجغرافيته، تحت سيف فتاوي الدجل الزائفة، التي تحمل في ثناياها أهداف سياسية، وجغرافية، وعرقية لينتزعوا من شعب الجنوب العربي سيادته واحتلال أرضه، ويسهل عليهم طمس هويته الوطنية، والحاقه بهويتهم كتابع بدرجات متدنية من المواطنة.
لازالت قوى (اليمن) شمال حتى اليوم برغم ما تعيشه من صراعات سلطوية، - لازالت تستخدم نفس الأساليب الإرهابية بصيغة عقائدية طائفية وبخبث ممنهج ومنظم، وبوتيرة عالية، وتحت نفس السيف المسلط، ونفس الفتاوي الدينية السياسية، وعلى نفس الأهداف، وأن اختلفت عناصرها المنفذة، ووجدت لها اليوم من يساندها إقليميا، وهو يحمل نفس الأبعاد الخبيثة، وبشكل إقليمي أوسع.
هويتنا:
الدفاع عن هويتنا وعن وجودنا في مواجهة إرهابهم يتطلب تكريس هويتنا في أوساط شعبنا، وترسيخ مبادئ الحق الذي نمتلكه في الدفاع عن وجودنا، وعدم التهاون أو التفريط في أرضنا وهويتنا ووجودنا أسياد على أرض الجنوب العربي، التي ولدنا على ظهرها وامتزجت ترائب أسلافنا بتربتها الطاهرة، وعلقت أرواحهم في أزكى عبقها، فالدفاع عنها أشرف وانبل الأعمال الوطنية.
وكأحقاق حق وواجب علينا للأجيال القادمة، بإن نحافظ على حقهم في العيش بكرامة أسياد على أرضهم مستقبلا. فليس من حق أحدا منا، أيا كان التفريط في ذرة رمل واحدة من أرض الجنوب، لأنها أرض كل مواطن جنوبي اليوم وغدا، ولأجيال متلاحقة جيلا بعد جيل.
فصراعنا مدافعين عن أرضنا، وهويتنا سيستمر بعزيمة لا تلين مهما حاولوا بغدر وجبانة، فشجاعة شعبنا مسنودة بحقنا في الحياة، التي إرساها خالق العباد، فسبحانه بعدد ما خلق منا من قبائل وشعوب لنتعارف، وما سن من قوانين تشريعية تفصل بين الحق والباطل، وعدد ما وضع في ضمائرنا من مشاعر إنسانية، نميز الحق من الباطل.