بعد عدة أشهر من تسلمها السلطة تتضح لنا ملامح سياسة الإدارة الحالية في البيت الأبيض نراها بشكلها الهرم وبتطرفها اليساري وعدائها الغير مبرر للحليف ومخاللتها للعدو الوقح ! نرى إزدواجية المعايير والقيم السياسية والحقوقية والإعلامية نرى مدى ضعفها وعجزها وفشلها في الداخل والخارج بايدن النائم يفضل أخذ الكثير من الغفوات أمام الملفات والقضايا الهامة والحساسة في المنطقة ويتجاهلها ويماطل في حلها بينما يصحو من غفوته نشطاً أمام البحث عن تهم واسقاطات ضد المملكة ساعياً إلى تدمير العلاقة التاريخية بين البلدين بإثارة قضية هجمات الحادي عشر من سبتمبر ومحاولة زج اسم المملكة وربطها بها وتوجيه الإعلام المتطرف لممارسة دوره الشرير والفاسد كما كان يصفه الرئيس ترامب الذي عانى كثيراً من فساده وانحيازه دوره المعتاد في الكذب والتضليل وقلب الحقائق وتشويه دور المملكة المشهود به في محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف ونشر قيم التسامح والإعتدال وكانت إحدى تلك الشهادات من أهل البيت بل وخاصته من مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية جون برينان في تصريح له واصفاً العلاقات مع السعودية "بأنها الأفضل خصوصاً في مجال مكافحة الإرهاب وأكد أن لا علاقة للسعودية بأحداث الحادي عشر من سبتمبر وحسب نتائج التقرير لا توجد أي أدلة تشير إلى تورط الحكومة السعودية كدولة أو مؤسسة أو حتى مسؤولين سعوديين كبار في اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر."
برأيي أن مايجري الآن مجرد محاولة من اليسار المتطرف هناك لإشغال الرأي العام الداخلي الأمريكي والإعلام العالمي عن فضائحه السياسية وهزائمه العسكرية والإستخباراتية ولكن يبدو أن السحر قد انقلب على الساحر تداعيات الإنسحاب الكارثي من أفغانستان مستمرة كل يوم فضيحة جديدة وقصص سلبية تروي عطش الإعلاميين والنقاد وتشعل غضب الشارع الأمريكي من جديد مايؤثر في شعبية الرئيس وفريقه بفقدانهم الثقة والتأييد الشعبي وتشفي صدور الجمهوريين الموغرة وتوحد صفوفهم بعد الشتات وتمنحهم أملاً في السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ في الإنتخابات التشريعية المقبلة مايعمق ذلك من أزمة الإدارة الحالية ويزيدها تعقيداً فهي تقبع الآن في مرمى نيران الفضائح والإنتقادات المستمرة والتي ربما تؤدي في نهاية الأمر إلى المطالبة بعزل الرئيس أو عدم ترشحه لفترة رئاسية ثانية وهو متوقع في ظل تصريحات بايدن وقراراته ومواقفه التي فاجئ بها مؤيديه بتجرده من مبادئه وقيمه التي يتغنى بها فيما يخص الديمقراطية العالمية وحقوق الإنسان فهو نفسه من يقول أن الوجود الأمريكي في أفغانستان فقط كان لمحاربة التنظيمات الإرهابية وحماية الأمريكيين وليس لبناء دولة ديمقراطية تحفظ حقوق الشعب الأفغاني وهو نفسه الذي خان المئات من الجنود الأمريكيين والموالين لهم من الأفغان في أفغانستان وتركهم يواجهون مصيرهم بأنفسهم تحت حكم طالبان وهو نفسه الذي يفاوض إيران التي يحكمها رئيساً منتهكاً لحقوق الإنسان ! ويسعى إلى تشكيله وتقديمه للمجتمع الدولي كشريك معتدل متغاضياً عن سياساته الإجرامية في حق الشعوب العربية ! واستمرار مشروعه الإستعماري وهو نفسه من بادر فور وصوله للسلطة رفع الحوثيين من قائمة الإرهاب رغم جرائمهم وانتهاكاتهم بحق الشعب اليمني والكوارث الإنسانية المتزايده هناك بسبب اصرار الحوثي على تدمير ماتبقى من اليمن !
أخيراً يبدو أن جنون ترامب وتشدده كان أكثر حكمة وحنكة من إعتدال بايدن المترع بالتطرف والنفاق والخداع وهذا مااستوعبه البعض متأخراً في أمريكا والعالم ..