بالتعمق في معاني الحرية من كافة جوانبها ودلالاتها نجدها في غاية الأهمية لكونها جبلة إنسانية ومطلب مُلح لحياة كافة البشر عدا كونها تُمثل أحد العوامل الأساسية للإبداع والابتكار والتغيير والتطوير الذي تطمح إليه مجتمعات الأرض قاطبة لمواكبة متغيرات العصر وتحدياته غير أنها وبناءً على ما بين الناس من اختلافات جوهرية في معتقداتهم الدينية والفكرية والأيديولوجية فأن هذا ما يستوجب ومن منظورها وضع تدابير وأنظمة وقوانين تضبطها لتحقيق تلكم الأهداف على نحو صحيح وفعال ولها أنواع ومنها حرية العقيدة والفكر وحرية الرأي والتعبير وحرية العلم والتعلم واختيار العمل المناسب وهي مشتقة من الفعل حـرر وجمعها أحرار والرجل يُحرر رقبة أي يعتقها بحسب ما ورد في المعاجم اللغوية فيما يعتبرها إعلان حقوق الإنسان الصّادر عام 1948م حقّ الفرد في أن يفعل كل ما لا يَضُرّ بالآخرين أما في الإسلام فهي تعني ما أمكن للإنسان المسلم القيام به أو تركه وفقاً لتعاليم دين الله القويم الصالح لكل زمان ومكان والذي دائماً ما يدعوا للفضيلة والتوسط والاعتدال وينبذ في المقابل الغلو والتطرف وما يضر بالنفس والآخرين مصداقاً لقوله تعالى على التوالي ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا)(لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ)( وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ)( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم (سددوا وقاربوا) فالحرية إذاً سلاح ذو حدين فإما أن تكون إيجابية وخيرة وإما أن تكون سلبية وضارة وبالتالي لا جرم حينما يُحجـر على شخص لم يحسن التصرف في ماله أو يثير الفوضى والشغب داخل وطنه بما ترسخ في ذهنه من أفكار تطرفية أو إرهابية أو حينما يُخشى على بعض النساء من وقوعها فيمن لا يرقبُ فيهن إلاً ولا ذمة إذا ما ذهبن للتسوق في أماكن مشبوهة مثلاً وكذلك الأطفال غير البالغين حينما يُخشى عليهم أيضاً وقوعهم في مسالك مُضرة أو فتاكة بحكم محدودية تفكيرهم كصعود مرتفعات خطرة أو استخدامهم لألعاب الكترونية تُـولّـد فيهم العنف أو التـنمر أو اكتسابهم لعادات غير سوية أما مفهوم الحرية لدى الغربيين فمرجعها الفلسفة المادية الليبرالية والتي تتيح للفرد لأن يفعل ما يريد طالما حريته بيده ويتوافق مع قناعته الشخصية والمجتمعية يُشار في هذا الصدد إلى أن الحرية هي من الموضوعات المتجددة على امتداد التاريخ ولا تزال تشغل حيزاً كبيراً في الفكر المعاصر لا سيما فيما يتعلق بالمرأة في الأوساط العربية والإسلامية ولذا يحسن بنا وعبر هذا المنبر الوضاء القول بأن المرأة المسلمة قد كفل لها الإسلام كامل حقوقها الشرعية وحافظ عليها وصان شرفها وعفتها وكرامتها ورعايتها ونفقتها وحدد نصيبها من الميراث وفرصة الزواج بمن تحبه من الرجال والعمل بما يتناسب مع قدراتها وأنوثتها وفقاً لتعاليم دينها الإسلامي الذي شرفت بالانتماء إليه والذي قالت عنه الممثلة الإيطالية رشيلا ما يكل أنجلو(فاطمة بعد اعتناقها الإسلام) بأنه دين العقل والمنطق والسماحة والبساطة والطيب وأنها بإسلامها غدت وكأنها ولدت من جديد بينما لا يتوافر مثل هذه الميزات الجلية والرائعة والرائدة لدى مجتمعات أخرى لا تدين بالإسلام وبالتالي لا غرابة وهن يتعرضن للاغتصاب وما يترتب عليه من حمل وإجهاض وإنجاب لأطفال دون آباء شرعيين يتم قتلهم في حينه في الغالب الأعم للتخلص من رعايتهم وتربيتهم وتوفير متطلبات معيشتهم ناهيكم عن اصابتهن بالأمراض المعدية والمستعصية والتي تدفع بالكثير منهن للانتحار وغير ذلك من المشاكل والقضايا الاجتماعية التي يصعب حلها وهو ما اطلعنا عليه من خلال تقارير عالمية نُشرت بخصوص ذلك عبر الشبكة العنكوبوتية مُوكدين في الختام بأن مقولة أنا حُـر وأعمل على كيفي غير صحيحة في مجملها لما ينطوي عليها من عشوائية أو فوضى عارمة أو أضرار بليغة قد تلحق بالفرد ذاته أو بمجتمعه ووطنه كأن يمتنع مواطن من تطبيق الاحترازات الوقائية لتجاوز انتشار وباء كورونا القاتل أو يقوم بإزعاج جيرانه بصفة مستمرة من خلال ما تبثه أجهزته الخاصة من أغاني وموسيقى صاخبة مُضيفين لما سبق بأنه من السذاجة الأخذ بمبدأ التقليد الأعمى المخالف لدين الله القويم من أساس هذه الحرية المطلقة ومن ذلك لبس قلائد أو سلاسل في الرقبة أو اساور في اليدين أو حلق في الأذنين كما يلاحظ على بعض شباب أمة الإسلام وكذلك تعمد بعض الفتيات للبس ملابس شبه عارية أو بناطيل مشققة من ركبها معتقدين جميعهم بأن هذا من التحضر بينما العكس هو الصحيح امتثالا لقوله تعالى (وَلا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيراً وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) فيما قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذا الاتجاه(نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله) أما السؤال الذي يفرض نفسه هنا لماذا يُمنعـن المسلمات المقيمات في دول غربية من لبسهن الحجاب طالما يُعد ذلك من حقهن الشرعي فضلاً عن اقراره كحرية شخصية في وثيقة حقوق الإنسان التي اعتمدتها هيئة الأمم المتحدة عام 1948م ؟
بقلم / عبد الفتاح بن أحمد الريس
- بينها الرياض.. “الأرصاد”: استمرار تأثير الرياح النشطة المُثيرة للأتربة والغبار على هذه المناطق
- الباطن ينتزع من الطائي فوز ثمين
- بسبب الإنذار الأحمر من “الأرصاد”.. تعليم الشرقية يعلن الدراسة عن بُعد غدًا
- القبض على مواطن كسر زجاج مواقف حافلات بالرياض.. والأمن العام: التعدي على الممتلكات العامة جريمة
- بعد مقطع المسوِّقة العقارية “المقيمة”.. “الهيئة العامة للعقار”: باشرنا الحالة وأحلناها للجنة المختصة
- «الخريّف»: نسعى لتمكين الشباب وإكسابهم المهارات اللازمة لوظائف المستقبل في الصناعة والتعدين
- السفير السوري بشار الجعفري يطلب اللجوء إلى روسيا
- جدة.. الإطاحة بمواطن لترويجه مادة الحشيش المخدر وأقراصًا خاضعة لتنظيم التداول الطبي
- “التجارة” توضّح آلية تحديد المستفيد الحقيقي في الشركات بناءً على حقوق التصويت
- المرور السعودي : استخدام الهاتف أثناء القيادة يهدد حياتك وحياة الآخرين
- نائب وزير الرياضة: تعاون «سعودي _ بريطاني» لإنشاء بعض ملاعب كأس العالم 2034
- نجران.. حديقة حي “مستوره” تعاني الإهمال والأهالي يطالبون بصيانتها
- نقطة الانطلاق لمسيرة التحول الاقتصادي.. وزير الطاقة ونظيره الأمريكي يزوران بئر الدمام رقم 1
- إحالة 3 مخالفين للنيابة العامة.. “تقييم” تؤكّد ضرورة التقيُّد بالأنظمة المنظمة لمهنة التقييم
- “الزكاة” “تطلق مبادرة أسهمت” تعزيزًا لدور المراجعة الداخلية في الجهات الحكومية
عبد الفتاح بن أحمد الريس

حـريات البشر من يتحكم فيها ؟
06/04/2021 12:00 م
عبد الفتاح بن أحمد الريس
0
224765
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3438900