في هذه الأيام مع تعاظم الحملات الحقوقية والإنسانية في أمريكا وغيرها من أجل الصحفي الراحل جمال خاشقجي الذي عاد اسمه يجوب الصحف والقنوات التلفزيونية كمادة إعلامية تم استغلالها مالياً ولمصالح وأهداف سياسية ..
فبعيداً عن حقيقة الاهتمام بالقضايا الإنسانية وصيانة حقوق الإنسان وحياته وحريته التي يروج لها السيد بايدن ورفاقه من اليسار الراديكالي الذي كان مساوٍ في التطرف لليمين المحافظ في أمريكا بجماعاته وأحزابه وإعلامه بل ويتخطى بها عنصرية اليمين فالانتخابات الأمريكية الأخيرة خير شاهد لما تمخض عنها من أحداث ومواقف ناتجة عن تطرف وعنصرية اليسار وماتبعها من فضائح سياسية وإعلامية وأخلاقية كانت كافيه بل وإن أردنا أن نعرج على عواقب سياسات الرئيس السابق أوباما ورفيقة مشواره الفوضوي هيلاري كلينتون في المنطقة فستجد أنك أمام مجرمين حرب يدعون الإنسانية والتحضر فالفريق ذاته الذي يعمل الآن في أروقة البيت الأبيض هو نفسه الذي أطلق المارد الإيراني من قمقمه ليدمر البلاد العربية ويحولها لثكنة عسكرية تسودها الميليشيات المجرمة ملطخة بدماء الأبرياء ومنصبة أعلامها على جثث الموتى لتبقى كالمدن المهجورة قد توقفت فيها ساعة الزمن ! بل وواصل هذا الفريق ذاته في التغاضي عن سلسلة الاغتيالات المتوحشة ضد الصحفيين والأدباء والناشطين السياسيين والحقوقيين في إيران والعراق ولبنان واليمن ومن عمق فرنسا حيث تم ملاحقة الصحفي روح الله زم من قبل الاستخبارات الإيرانية واستدراجه إلى بغداد ليتم القبض عليه وإعدامه متباهية أمام العالم بنجاح العملية وخداع الأجهزة الأمنية في فرنسا !! ومثل روح الله زم هناك مئات الآلاف من المعارضين السياسيين في السجون قد تم إعدامهم بطرق وحشية منذ الثمانينات وحتى الآن ودون استيفاء المعايير القانونية حيث لم يتوفر لهم أدنى فرص المحاكمات العادلة بينما في قضية خاشقجي سارع القضاء في المملكة إلى تحقيق العدالة ومحاكمة جميع من تورط في القضية أمام العالم وبقلوبنا وقفنا جميعنا حكومة وشعباً إلى جانب أبناء الراحل متضامنين معهم ومستنكرين لهذه الجريمة ! لذلك عندما تفرغ بايدن للضغظ على المملكة بتقرير الاستخبارات الأمريكية بشأن القضية والذي لم يأتي بجديد سوى أنه أضاف عدة أسماء أخرى للقائمة ! مع مزيد من الإحتمالات وتقدير الأمور كان واضحاً أمام العالم أن القضية ليست سوى مجرد أداة ضغط وابتزاز لاتحقيقاً للعدالة كما يدعي ! على لسان الكثير من المسؤولين في أمريكا والمعارضين لسياسات الإدارة الحالية التي وقفت ضد حلفائها بشكل فج وبدأت في إعادة خارطة أوباما السياسية للمنطقة !
ويبقى السؤال الأهم أين هذا التجييش الإعلامي والحراك السياسي والمؤسساتي ضد نهج إيران في ملاحقة المعارضين لها وإغتيالهم بدم بارد والتخلص من القوميات والأقليات الغير فارسية بالإعدامات الميدانية التي شاهدها العالم دون محاكمات عادلة ؟ هؤلاء الذين ذهبوا ضحية فتاوى دينية متطرفة ومن رأس النظام الذي تحابيه إدارة بايدن وتحاول تليين موقفها السياسي ضد سجله الحافل بالإجرام والفساد والتطرف !
أين هذه الحملة الحقوقية من مئات الآلاف من المعتقلين والمعارضين في سجون إيران وسوريا والعراق الذين يعانون منذ سنوات دون ذكر أسمائهم في الإعلام فضلاً عن معرفة أسباب اعتقالهم ؟
أين هي من ملايين اللاجئين والمشردين العالقين في البحار والصحاري دون حلول حقيقية لإنتشالهم ومساعدتهم ومعاقبة الدول المتسببة في دفعهم خارج حدودها ؟
أين هي من عمليات التطهير العرقي والمجازر والإبادات الجماعية للأقليات في بورما والصين ؟