“الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل ” ..عبارة يرددها أتباع الحوثي أمام الإعلام المرئي والمسموع، وكأنهم في جهاد ضد اليهود؛ كما يتخيل البسطاء، في محاولة لتغطية سوء أعمالهم بتوظيفهم من قبل الفرس ضد مصلحة اليمن أولاً، والعرب والإسلام ثانياً.
فأين هم من أمريكا وأين هم من إسرائيل سوى برفع تلك الهتافات غير الصادقة، التي تعكس مدى الجهل الذي يعيشونه بعد أن حوّلهم ملالي إيران إلى أدوات رخيصة.. بهدف المتاجرة بالدم اليمني وسلخهم من العروبة وإبعادهم عن الدين الإسلامي الصحيح، فكان اعتداؤهم الفاضح على الشرعية وزرع بذور الشر والفتنة ودخولهم أنفاق الفوضى والهمجية والانحراف العقدي الواضح. ولا يهمهم أبدًا مصلحة اليمن ولا حياة اليمنيين، بقدر ما يهمهم تلبية وتنفيذ أوامر طهران الفاسدة التي تبحث عن مصالحها السياسية ومطامعها المستقبلية على حساب حاضر ومستقبل الشعب اليمني.
وربما يتساءل الكثيرون من أبناء اليمن عن ممكّني الحوثيين ومساعديهم بالأسلحة ومموليهم بالعتاد والمال ومن عبأهم بالفكر المتطرف لتقويض الشرعية وتمزيق اللحمة وتقسيم البلاد؟ حتما سيدركون أن من فعل ذلك هم أعداء اليمن الحقيقيون، الذين حوّلوه من يمنٍ سعيد إلى يمنٍ تعيس ووضعوا البلاد على شفير الهاوية؛ سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا … !
فالواقع اليمني مؤلم جداً، الفقر ينهش وطنهم والمرض والجهل يهلك أهلهم، طالما اقتنع الدهماء بأنهم في حرب مع إسرائيل التي ربما تثبت الأيام أنها ضالعة في تأزيم الموقف وتأجيج الصراع وتزويدهم ببعض الأسلحة لمزيد من سيل الدماء، لأن أهدافها تتقاطع مع أهداف إيران لإطالة أمد الفتنة والعمل المدروس والمدسوس ضد العرب ولا يصلها سوى صدى أصوات عبارات الغوغاء التي تم تصديرها لهم من قم! فلا رأينا إسرائيل ولا أمريكا تموت.
بل من المحزن والمؤلم موت الشعب اليمني الحزين بأيدي السفهاء الظالمين.. الذين ينفذون مخططات الفرس الذين أعلنوا عن خضوع صنعاء كرابع عاصمة عربية، وعندما هب التحالف العربي بقيادة السعودية لمعاونة الشرعية وإنقاذ اليمن وإخراجه من حالة الذّل والهوان وإعادته إلى حضن الدول العربية زادت غلواء مليشيات الملالي وصلفهم الذي وصل بهم إلى إطلاق الصواريخ البالستية الإيرانية والطائرات المسيرة إلى المواقع المدنية بالمملكة بكل خسة ودناءة، ومنها مكة المكرمة دون احترام أو اعتبار لبيت الله الحرام والمشاعر المقدسة وحرمتها وحرمات المسلمين المصلين والطائفين والركع السجود ليثبتوا للعالم أجمع أنهم أعداء الدين وأعداء الأمة والإنسانية وإلا فمن يفعل ذلك غير الجماعات الإرهابية المتوغلة في الغي والإجرام التي لا تملك أدنى القيم ولا تقيم للدين حرمة. فقد استغلوا تعامل الحكومة السعودية الرصين بالحرص على أرواح وممتلكات السكان، رغم أنهم يدركون تماماً أن السعودية قادرة على سحقهم وإعادتهم إلى جحورهم؛ لولا حرصها الشديد على سلامة المدنيين الآمنين.
الكاتب / عبد الناصر بن علي الكرت
alnasser1956@hotmail.com