هي أصيلة وعريقة وموغل في القدم بخلاف ما يعتقده أناس كُـثر من أنها وليدة عهد النبوة لنزول القرآن الكريم بها على خاتم النبين والمرسلين نبينا محمد صلى الله عيه وسلم وهو ما استشفيناه من تفضيل الله عز وجل واختيارها لمناجاته إذا ما اخذنا في الاعتبار بأن هذا القرآن العظيم وهو كلام الله المنزه الذي لا يتغير ولا يتبدل وأن الإسلام وهو دين الفطرة بإجماع فقهاء الأمة كما في الحديث : ما من مولود إلا ويولد على الفطرة وقوله تعالى ( فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) فإن هذا ما يؤكد على أقدمية هذه اللغة ولذا من غير المستبعد أن يكون الأنبياء السابقين قد تكلموا بها غير أنهم قاموا بدعوة أقوامهم لعبادة الله بلغاتهم لكي يفهموها فيما تشير مصادر تاريخية إلى هذه اللغة الخالدة هي لغة أهل الجنة وأن أول من تكلم بها هو أبو البشر آدم عليه السلام وقيل النبيان هود وإسماعيل عليهما السلام وقيل يعرب بن قحطان والروايات بخصوصها متباينة ولكن ما يزيدنا فخراً واعتزازاً نحن أمة الضاد وهو الأهم كونها لغة القرآن الكريم وأن العبادات وفي مقدمتها الصلاة والنطق بالشهادتين وقراءة القرآن المجيد لا تتم إلا بها وستظل كذلك إلى يوم القيامة مصداقاً لقوله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وانأ له لحافظون ) فما اجملها من لغة رائعة ورائدة لتميزها بغزارة مفرداتها والتي تزيد على 12مليون مفردة واشتقاقاتها فكلمة (بحر) مثلاً يمكن أن يُشتق منها كلمات(حُب وبر وحر) وتراكيبها اللغوية ودلالاتها اللفظية والتعبيرية ناهيكم عن بلاغتها وفصاحتها ويتحدث بها أكثر من 467 مليون نسمة قابل للتزايد وفق توقعات هيئة الأمم المتّحدة عدا كونها لغة حية وقوية وتقاوم الاندثار فيما اثبت مستشرقون جابوا بلدان عربية وإسلامية قديماً بمدى أهميتها في البحث والدراسة وهو ما مكنهم بعد تعلم شيئاً منها من الاستفادة ونقل ما استطاعوا من علوم العرب والمسلمين لبلادهم كعلم الرياضيات والتطبيب والفلك وبألفاظها العربية كما في اللغة الإسبانية والتي تضم قرابة أربعة آلاف كلمة والبرتغالية بحوالي ثلاثة آلاف كلمة مؤكداً الأديب محمد الحلبي في إحدى مقالاته الصحفية إلى أن اللغة العربية باتت حتمية لشموليتها المعبرة عن كل ما في الكون وأن القرآن الكريم الذي نزل بها وما تضمنه من إعجاز علمي وتفسير للطبيعة وإيراد للحوادث التاريخية ما هو إلا مُلبي لما أراد الله إيصاله لكافة عباده أما ما يتعلق بالضعف اللغوي والذي مُني به أكثرية الجيل الحاضر فليس مرده صعوبة هذه اللغة البتة وإنما للطرق الخاطئة التي تعلموها من قبل أسرهم ومن بعض أيضاً المؤسسات التربوية والتعليمية واعتمادها لتعليم لغات أخرى لهدف التميز واجتذاب الطلاب للدراسة بها للنيل من مكاسب مالية مرتفعة ناهيكم عن التقليد والمحاكاة والانبهار الشديد باللغات الغربية لا سيما الإنجليزية والتي أضحت تهيمن على معظم الاتصالات والتقنية الحديثة لاعتقادهم الجازم بأن ذلك هو نوع من التحضر وبالتالي لا غرابة وهم يضمنون حديثهم بكلمات (أوكي / وسوري / وألوه )عبر الهاتف بينما كان الأولى بهم ومن باب الاعتزاز بهذه اللغة الجميلة استعمال كلمات (حسناً وآسف والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) والتي يصل الأجر في الأخيرة منها إلى ثلاثين درجة من لدن جلّ جلاله ما أحوج المسلم لها ولمثلها في ميزان عمله يوم القيامة قال عنها الشاعر العربي حافظ إبراهيم (أرى لـرجـال الغـرب عـزاً ومـنعـةً * وكـم عـز أقـوام بـعـز لـغــات) صحيح بأن من تعلم لغة قوم أمن مكرهم كما ورد في الأثر لضرورتها الملحة في عصر العولمة ولكن ينبغي ألاّ يكون ذلك على حساب اللغة الأم فلقد سُئل مسئول انجليزي : ما الحكمة من منعكم معلميكم بعدم ضرب تلاميذهم وقتما يقصرون باستثناء معلمي الانجليزية قال: كيف يكون التلميذ انجليزياً ما لم يتقن لغته الأم .تلكمُ هي لغتنا العربية الأصيلة والتي لأهميتها القصوى تم اعتمادها ضمن ستة لغات رسمية في هيئة الأمم المتحدة واعتبار يوم 18من شهر ديسمبر من كل عام يوماً عالمياً للاحتفاء بها وهو ما يُدحض الافتراءات التي شُنت ضدها من قبل بعض الغربين حينما وصفوها بالجمود وعدم مقدرتها على مواكبة العصر وتحدياته بالإضافة للتقليل من شأنها والتحريف لمضامينها لأجل تشكيك المسلمين بدينهم وتجريدهم من كل خلق كريم يدعوا للفضيلة ويساهم في تآلفهم ووحدتهم وتعاونهم المثمر لكي لا تقوم لهم قائمة بين الأمم وللنيل أيضاً من ثرواتهم ومقدراتهم الوطنية إن استطاعوا لذلك سبيلا ولذا ما أحوجنا نحن أمة الضاد وبناء على ما سبق للمحافظة عليها والاهتمام بها بأكثر مما هي عليه الآن والتباهي بها ونشر فضائلها لتصل لكافة الشعوب طالما نملك من الوسائل التقنية المتطورة ما يمكننا من تحقيق هذا المبتغى لما تمثله هذه اللغة من أساس متين ومهم لتعلّم الإسلام الصالح لكل زمان ومكان ومرتكزاً لديمومة وحدتنا العربية والإسلامية إذا ما أردنا أن نصبح خير أمة أخرجت للناس بحق وحقيقة مشيرين في الختام إلى ما تبذله حكومتنا الرشيدة من جهود طيبة وحثيثة لحماية وتعزيز مكانة لغتنا العربية على كافة الأصعدة التعليمية والأندية الأدبية والرياضية والمكتبات العامة والإعلام والجمعيات الثقافية بالإضافة لمجمع اللغة العربية بمكة المكرمة ومركز الملك عبد الله الدولي لخدمة اللغة العربية يرحمه الله ومجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية يحفظه كأحد الجسور الخلاقة للتواصل المعرفي والثقافي والحضاري مع كافة شعوب الأرض سدد الله خطا الجميع لخدمة لغة القرآن الكريم والله ولي التوفيق .
- إدارة تعليم المذنب تحتفي باليوم العالمي للطفل
- حرس الحدود بجازان ينقذ مواطنين تعطلت واسطتهما البحرية في عرض البحر
- تنفيذ حكم القتل تعزيراً بعدد من الجناة لارتكابهم جرائم إرهابية
- النيابة العامة تعلن عن تدشين “غرفة الاستنطاق المخصصة للأطفال”
- «الحياة الفطرية» تطلق 26 كائناً مهدداً بالانقراض في متنزه السودة
- تستمرّ للثلاثاء المقبل معلنة دخولَ الشتاء.. جولة مطرية جديدة يصحبها انخفاض بدرجات الحرارة بمعظم المناطق
- لاستبدال 250,000 مكيف.. “موان” يعلن إطلاق ثالث مراحل مبادرة “استبدال”
- «الجنائية الدولية» تصدر مذكرتي اعتقال لنتنياهو وغالانت
- “حساب المواطن” يعلن صدور نتائج الأهلية للدورة 85 لشهر ديسمبر القادم
- من مخاطر داخل المنزل تهددهم.. “المدني” يؤكد أهمية المحافظة على سلامة الأطفال
- “الهيئة العامة”: كود الطرق وضع معايير وشروط لتصميم وتركيب مطبات السرعة
- بوضعية خارج الرحم.. “سعود الطبية” تنقذ جنينًا بحالة حمل نادرة في الأسبوع الـ26
- «الطيران المدني» يُصدر تصنيف مقدِّمي خدمات النقل الجوي والمطارات لشهر أكتوبر الماضي
- الزكاة والضريبة والجمارك تدعو وسطاء الشحن إلى الاستفادة من الخدمات الجمركية المقدمة في المنافذ البحرية
- بعد 60 يوماً لانتهائها.. “المرور”: غرامة التأخير عن تجديد الرخصة 100 ريال للسنة
بقلم_عبد الفتاح بن أحمد الريس
وكم عز أقوامٍ بعز لغاتِ
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/3422728/